ومن ذلك أيضا ما حدثناه محمد بن محمد بن يعقوب الحافظ (54) قال: نا محمد بن عبد الله بن يوسف الهروي (55) قال: نا سعيد بن محمد بن زريق الرسعني (56) قال: نا الأويسي عبد العزيز (57) قال: نا إبراهيم بن سعد (58) عن محمد بن إسحاق (59) عن عثمان بن عروة (60) عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام التشريق (61) وعندي اريتان لعبد الله بن سلام (62) تضربان بدفين لهما وتغنيان (63) فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسكتا فتنحى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سرير في البيت فاضطجع وسجى (64) بثوبه فقلت: ليحلن اليوم الغناء أو ليحرمنه، قالت: فأشرت إليهما أن خذا، قالت: فأخذتا، فو الله ما لبثنا أن دخل أبو بكر وهو يقول: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فكشف رسول الله صلى
الله عليه وسلم رأسه وقال: "يا أبا بكر لكل قوم عيد وهذه أيام عيدنا" (65).
وهذا صحيح المخرج، وفي قول عائشة: ليحلن اليوم الغناء أو ليحرمنه، وترك النبي صلى الله عليه وسلم نهيهما عن ضرب الدف والغناء دليل واضح على تحليله وإباحته.
ومن ذلك أيضا ما أخبرناه أحمد بن علي بن الحسن الرازي (66) قال: نا محمد بن يوسف الكديمي (67) قال: نا محمد بن عبيد العتبي (68) قال: نا أبي عن المسيب بن شريك (69) عن عبد الله بن عبد الوهاب بن عبيد بن أبي بكرة (70) عن أبيه عن أبي بكرة (71) قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أعرابي ينشد الشعر فقلت: يا رسول الله أقرآن؟ فقال: "يا أبا بكرة في هذا مرة وفي هذا مرة".
وفي هذا دليل واضح على إباحة سماع الشعر.
Página 7