ثم مع هذا محال أن يقال: أباح النبي صلى الله عليه وسلم اللهو والباطل بعد أن قال النبي صلى الله عليه وسلم "كل لهو الدنيا باطل إلا.." (39) الحديث، ومحال أن يقال إنه سمع لهوا أو أمر باتخاذ اللهو. وقد جاء في الأثر الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم إباحة سماع الشعر والغناء وليس ذلك عندي (40) والله أعلم، لأنه علم أن في أمته من يسمع منه حكمة ويكون له في ذلك السماع زيادة
برهان،
فمن ذلك ما حدثناه محمد بن يعقوب الأصم (41) قال: نا محمد بن عوف الطائي (42) قال، نا أبو المغيرة (43) عن الأوزاعي (44) عن الزهري (45) عن عروة (46) وأخبرنا أبو عمرو بن مطر (47) واللفظ له قال، نا الحباب بن محمد التستري (48) قال: نا أبو الأشعب (49) قال: نا محمد بن بكر البرساني (50) قال: نا شعبة (51) عن هشام بن عروة (52) عن أبيه عن عائشة أن أبا بكر الصديق
رضي الله عنه دخل عليها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فطر أو أضحى، وعندها قينتان تغنيان مما تقاذفت به الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر: مزمار الشيطان مرتين في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دعنا يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وعيدنا هنا اليوم _53)
وهذا الحديث صحيح عن النبي ونهيه أبا بكر عن زجرهن دليل على إباحته ذلك.
Página 6