ومن آيات خدمة هذه الصحيفة مقالاتها في التسامح والإخاء بين أهل العراق على اختلاف أديانهم ومذاهبهم وتوثيقها عرى الاتحاد الوطني بينهم.
ولم تكن الجريدة تهمل الناحيتين الأدبية والاجتماعية، إلا أن الصفة السياسية كانت الغالبة حتى على القصائد التي تنشرها.
وأسلوب الكتابة فيها متين، ولكنه غير مقسم بالجدة في التعبير العصري في غالبه، كما أن مواد الجريدة الأخرى وأخبارها الخارجية كانت كلها مفرغة في قالب المعارضة ووصف الحركات الثورية وإرهاق الاستعمار لبعض أقطار الشرق.
كل أولئك أثر في إقبال القراء على جريدة الاستقلال بعد أن وجدوها تعبر عن إحساسهم وتفيض بآرائهم وتنطق بأمانيهم.
فلما كان يوم 9 شباط (فبراير) سنة 1921. وقد عاد بعض المنفيين الوطنيين إلى بغداد صدر عدد خاص من «الاستقلال» يحمل التهنئة للأمة بعودة رجال الجهاد، ويؤكد إعلان البرنامج السياسي للكفاح بعناوين كبيرة وحروف ضخمة بارزة في صدر الصحيفة وهذا نصه:
نهنئ الأمة العراقية بقدوم منفيينا الكرام، ونطلب إرجاع جميع المنفيين بلا استثناء ، كما أننا نواصل الطلب في تنفيذ سائر المواد السبع وهي: (1)
إطلاق حرية الصحافة وتطبيق قانون المطبوعات العثماني إلى أن يسن غيره وفقا لنظامات الاحتلال. (2)
إطلاق حرية الاجتماعات وتشكيل أندية سياسية رسمية. (3)
إصدار العفو العام الخالي من كل قيد وشرط عن جميع المجرمين السياسيين وإطلاق سراح المسجونين. (4)
إرجاع المبعدين والمنفيين والسماح للمشتتين بالرجوع إلى أوطانهم. (5)
Página desconocida