وكان إلى جانب هذه المدارس حلقات التدريس في المساجد، ومجالس الجدل والمناظرات في النوادي ويؤمها عدد كبير من طلاب العلم وعشاق المعرفة، حتى رجالات الدولة.
كما كان لهم الاهتمام الكبير، بالكتب والمكتبات التي تضم شتى العلوم والفنون (١).
وكان للخوارزميين الحظ الأوفر في هذا النشاط العلمي الجليل، إذ كانت البيئة الخوارزمية تتسم بنشاط كبير في مختلف ميادين العلم والمعرفة.
يصور هذا المقدسي (م ٥٩٧ هـ) في وصف أهل خوارزم حيث يقول: "أهل فهم وفقه وقرائح وأدب، وقل إمام في الفقه والأدب والقرآن لقيته إلا وله تلميذ خوارزمي" (٢).
وهكذا كانت جميع المدن الإِسلامية حافلة بمدارس ومكتبات علمية عظيمة (٣). ومن ثم كان عصر الزمخشري عصرًا ذهبيًا في النتاج الفكري، وعصر خير وبركة في العطاء العلمي.
أنجب هذا العمى علماء وأدباء أفذاذًا، كانوا أئمة في العلوم النقلية والعقلية، وظهرت فيه المعاجم التاريخية والموسوعات الأدبية، ونمت فيه الحركة العقلية، يظهر هذا جليًا بنظرة عابرة إلى بعض أعلام هذا العصر وأثرهم الفكري.
فمن الأعلام النابغين في العلوم الدينية:
في القراءات:
- أحمد بن محمد (ابن العريف) (م ٥٣٦ هـ).
- عبد الله بن أحمد (الخشاب) (م ٥٦٧ هـ).
- القاسم بن فيرا (الشاطبي) (م ٥٩٠ هـ).
_________
(١) انظر: التاريخ الإِسلامي، ٤/ ٤٣٠ - ٤٣٣.
(٢) المقدسي، أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، ص ٢٨٤، ٢٨٥.
(٣) انظر: التاريخ الإِسلامي؛ ٤/ ٤٣٠ وما بعدها.
1 / 20