198

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Géneros

فسر لوسيان سرورا لا يوصف، ثم انقبض فجأة وقال: ولكنك لم تفطن لأمر، وهو أن داغوبير لا يفارق منزله ودكانه لحظة. - إني أضمن غيابه عن المنزل. - أنت تتعهد بإبعاده؟

فابتسم الشفالييه وقال: نعم أنا أتعهد فاطمئن، والآن قل لي أترى بنوات الأحدب غالبا. - إني أراه كل يوم ولا بد أن يكون الآن في المطبخ، فقد جاء يسأل إذا كنا عازمين على الصيد غدا. - إذن ادعه الآن ومره أن يطيعني كما يطيعك. - ولكن ...

فقاطعه الشفالييه وقال له: لقد وعدت أن تطيعني وتثق بي، فحافظ على وعدك وافعل ما قلته لك. - سأفعل. ثم نادى أحد الخدم وأمره أن يدعو له الأحدب، فلما جاء قال له: أريد منك يا بنوات أن تصحب الشفالييه، وأن تطيعه كما تطيعني.

فنظر الأحدب إليه نظرة إنكار كأنه يقول له: إني أؤثر أن تأمرني بالذهاب إلى الموت على أن تأمرني بطاعة هذا الرجل.

فأدرك لوسيان قصده؛ إذ كان يعلم كرهه للشفالييه وقال له بلهجة السيادة: إني أريد أن تطيعه.

وعند ذلك قال الشفالييه: اذهب الآن وأعد لي الجواد. - لعلك تريد الذهاب إلى الغابة؟ - ربما.

فمشى الأحدب وهو يتمتم قائلا: إن الكونت بات يثق بهذا الشفالييه، ولكن اعتقادي راسخ أنه من رجال الشر.

وبعد ساعة كان الاثنان يسيران في الغابة، وقد امتطى الشفالييه جواده وتبعه الأحدب ماشيا.

حتى إذا توسطا في الغابة ووصلا إلى طريق ضيق فيها وقف الشفالييه وقال في نفسه: إنه إذا صدقت تنوان، فإن داغوبير قد سافر إلى أورليان ماشيا، ولا يوجد غير هذا الطريق بلا بد له من العودة الليلة؛ إذ لا يدع الفتاة تبيت وحدها في المنزل.

ثم التفت إلى بنوات وقال له: أتعرف يا بنوات طريقة نصب الفخاخ للثعالب والأيل؟

Página desconocida