172

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Géneros

فأطرقت أورور برأسها ولم تجب.

وساد السكون هنيهة بينهما، إلى أن عاد أبوها إلى الحديث فقال: إني لا أستطيع يا ابنتي أن أقول لك شيئا، فقد يكون سرا أو فوق السر كما تقولين، غير أني لا أستطيع أن أبوح لك بشيء إلا بعد زواجك. - ولكني قلت لك إني لا أريد أن أتزوج لوسيان. - ولكنك ستتزوجين سواه؛ إذ لا بد لك من الزواج، وعند ذلك أي حين تستبدلين اسم والدك باسم ذلك الزوج نعود إلى تتمة هذا الحديث.

فألحت عليه وقالت: ما يمنعك أن تقول اليوم ما تريد أن تقوله غدا؟ - إن ألمي شديد يا أورور، فلا تلحي علي أو حسبت إلحاحك عصيانا لإرادتي.

ثم قرع جرسا أمامه، فدخل خادم حجرته فقال له: أنر يا بنيامين طريق ابنتي وأوصلها إلى حجرتها وعد إلي، فإن أعراض الداء شديدة علي الليلة.

وهكذا خرجت أورور من حجرة والدها مع ذلك الخادم الشيخ.

أما ذلك الخادم، فقد كان قديما في خدمة هذا البيت حتى إنه نشأ فيه وولدت أورور مدة خدمته.

فلما رآها تضطرب ورأى عينيها تتقدان، أدرك شيئا من حقيقة ما جرى فأوصل الفتاة إلى حجرتها وهو ينظر إليها نظرات حزن لم تخف عن الصبية، فدخلت وهي متأثرة من والدها ومن نظرات ذلك الخادم تأثرا شديدا، وقالت في نفسها: إنه إذا كان هناك سر فلا شك أن بنيامين عارف بهذا السر.

وكان بنيامين هذا ألماني الأصل يدعى فرينز، فلما رجع إلى فرنسا مع والد أورور سماه سيده بنيامين.

وكانت والدة أورور ألمانية أيضا، فاتصل بنيامين بخدمتها قبل أن تلد أورور، وقد ماتت الأم وابنتها طفلة فلم تكد تذكرها.

ولكن جميع تذكارات الحداثة عادت إليها في هذه الليلة، فذكرت أن بنيامين كان يبكي بكاء شديدا حين وفاة أمها، بل ذكرت أنها سمعت حديثا جرى بين الخادم وبين والدها، فذكرت أن الخادم كان يقول له: كلا، لا أبرح هذا المنزل؛ لأنها قبل وفاتها أمرتني ألا أفارق ابنتها لحظة.

Página desconocida