============================================================
فانها اذا غلبت على المزاج فعلت كذلك فان المحرورين يرون السكر النبات والعذب الفرات مرا فما اعجب واعذب هذا التشبيه لهذه المناسبة (وبلغم النميمة) اي ان البلغم ينشا عن ضعف البدن ينحو مرض وشيب كما ان النميمة تنشأ عن ضعف في الايمان فانها توجب الفتن والفساد بين المؤمنين وناعلها متجريء على خلاف ما طلب سبحانه منه بقوله تعالى ، انما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين أخويكم، فالتمضمض بالنميمة قبيح مجيش لنفوس الصالحين كما ان التمضمض بالبلاغم يجيش نفوس الساثرة (وجروح تقض العهود) فان نقض العهود اوزار تخدش وجه حقيقة القلب كالجروح في البدن ووجه التشبيه ان النقض قطع وانحلال في الابرام الذي هوشدة تضام الاجزاء والجرح كذلك هو قطع وتفريق اتصال اجزاء البدن (واكلة كتمان الحق) اتي بهذا التشبيه لأن كتمان الحق اثم من الاثام التي تتعلق بالقلب وتفسده قال تعالى في الشهادة، ومن يكتمها فانه اثم قلبه، وقال عليه الصلاة والسلام، الاثم حزاز القلوب فكتم الحق يذهب بالقلوب، كما يذهب المرض المعروف بالآكلة باعضاء الانسان (وجرب اتباع الطبيعة البشرية) فكما ان الجرب لا يسكن لذعه وحكته فلا يهدأ صاحبه من الحك ليلا ونهارا كذلك مقتضيات الطبيعة البشرية لها دغدغة وحكة لا تسكن ابدا فذوو التفوس البشرية في سبيل اتباعها ومحاولة مقتضياتها كمحاولة الاجرب لتسكين جربه بدوام الحك فيدمي جلده ويشوه خلقته به اتباع الطبيعة البشرية بفعل بظاهر حقيقة السر والروح كذلك (و) ان (حكة الشهوات الشنيعة) الحكة نوع من الجرب اخف منه وكذلك الشهوة فرع الطبيعة البشرية التي هي اقوى منها ولهذا عقب ذكر داء الطبيعة البشرية بذكر داء الشهوات النفسانية وقيد الشهوات بالشنيعة لتخرج الشهوات المباحة الضرورية لبقاء الشخص بالماكل والنوع بالتناسل (و) (جذام الربا) الجذام في المحسوسات ما يقطع اعضاء زينة البدن وفي المعنويات ما يقطع البركة دليله قوله عليه الصلاة والسلام ، كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أجذم ، اي ناقص وقليل البركة والرباء ينقص الايمان والاحسان ويمحق بركة الاموال والاعمال، قال تعالى، يمحق الله الربا ويري الصدقات، وقال تعالى ما أتيتم من ربا ليربوقي أموال الناس فلا يربو عند الله، الأية (و) (وباء الرياء) الرياء مفسد للاعمال مبتز لروح الاخلاص مميت للقلوب وهو اشد الامراض القلبية لذلك شبه بالحمى الوبائية المنبعثة عن اختلاف الهواء حرا وبردا وصفاة وكدورة في المواسم التى لم تحافظ طبيعتها الاصلية لان الرياء كذلك ينبعث عن اختلاف الاهواء النفسية المخالفة لأهواء القلوب الفطرية اذ
Página 63