يتعلق به أو بيت يناسب بيتًا، أو بيت جرى صدره فأتمت عجزه، أو عجزه فألحقت به صدره، أو معنى ضممت إليه شكله. وإن الحديث ذو لقاح والمثل السائر:) الحديث ذو شجون (. فقولهم) ذو لقاح (من الناقة اللقوح وهي التي بها حمل، واللقاح الحمل، والمعنى حديث ينضم إلى حديث كما انضم الولد إلى الأم لما صار في بطنها. ويقال:) حي اللقاح (إذا كانوا أعزة لا ينضمون إلى أحد ولا يدينون لملك ولا يقدر عليهم. كالناقة إذا حملت لا يقدر الفحل على أن يقربها. وأما قولهم) ذو شجون (فمن شجون الوادي وطرقه وانعراجاته. فإن الإنسان يكون في حديث ثم يخرج منه إلى غبره ثم يعود إلى حديثه الأول، شبه بالذي يمشي في وادي فيعرض له الطريق فيأخذ فيه يؤديه ذلك إلى الطريق الأعظم. فلا يستطيل الرئيس مسالك الكلام وإن أطلتها، فقد أجررت القلم مقود الخاطر، وأنصفت كل الإنصاف في تهذيب ما حكيته عن رجل، وحذفت فضول الألفاظ، وكسوت احتجاجاته عبارات لعله لو اعتمدها لقصرت مادته في البيان عنها. وأنا اسم هذه الرسالة) بالموضحة (تشبيهًا بالموضحة من الشجاع، وهي التي تبين عن وضح العظم كما قال طرفة:
وتصدُ عنك مخيلة الرجل ... العريض موضحة عن العظْم
بحسام سيفك أو لسانك ... الكلم الأصيل كأرْغب الكلْم
وهذا مأخوذ من قول امرئ القيس: وجرْح اللُسان كجرح اليدْ وقال حسان:
لساني وسفي صارمان كلاهما ... ويبلغُ ما لا يبلغٌ السيف مذودي
وقال جرير:
لساني وسيفي صارمان كلاهما ... وللسيفُ أشوى وقعهً من لسانيا
ومن الله تعالى أستمد المعونة والتوفيق.
لما ورد أحمد بن الحسن المتنبي، ويلقبه أحداث الشام والسواحل) المطمع (لقوله:
) يُطمِّعُ الطير فيهم طول أكلهم ... حتى تكاد على أحيائهم تَقَعُ (
1 / 3