فقدم مصر، وبلغتهم (¬1) وفاة ابن رستم (¬2) رحمة الله عليه ومغفرته، وجازاه [عن الإسلام] (¬3) وأهله خيرا.
وإن شعيبا وأبا المتوكل (¬4) ونفرا من أهل مصر كانوا في مجلس لهم؛ وإن شعيبا تكلم فزعم أن الربيع بن حبيب - رحمه الله - كذاب، خائن، مخلف، جاهل. فشهد /24ظ./ عليه (¬5) بذلك رجلان من المسلمين شهدا ذلك المجلس، وهما من صلحاء المسلمين وخيارهم.
[خروج شعيب من مصر إلى تيهرت]
فلم يلبث شعيب أن خرج بغير مشاورة من أهل مصر، ولا رأي منهم، ولقد نهاه خيارهم أن يخرج إلى المغرب (¬6) ، فخرج وهو عند المسلمين بأقبح المنازل، حتى قدم على عبد الوهاب (¬7) - رحمه الله -.
¬__________
(¬1) - الشماخي: «وبلغه».
(¬2) - هو عبد الرحمن بن رستم الفارسي () (انظر)
(¬3) - طمس في الأصل قدر كلمتين، والتصحيح من الشماخي.
(¬4) - هو أبو المتوكل مخلد بن هيمان ().
(¬5) - يظهر في ذكر هذه الشهادة تثبت وتأكد العلماء في نقل الأخبار مع اشتراط شهادة عدلين، لقوله تعالى: {يآ أيها الذين ءامنوا إن جآءكم فاسق بنيأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} (سورة الحجرات: 6).
(¬6) - انظر: *أبو زكرياء: سير الأيمة، ص92 *الدرجيني: طبقات المشايخ، ج1/ص50 *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص132 *الباروني: الأزهار الرياضية، ص159-160.
... وتذكر المصادر نفسها - من بين التفاصيل - أنه خرج ليلا طمعا في الإمامة، ومعه أبو المتوكل، وجماعة من شيعته، فجدوا السير، ووردوا تيهرت في عشرين يوما، بعد أن أعجفوا رواحلهم.
(¬7) - هو عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن رستم الفارسي ().
Página 24