فلما سمع ذلك منهم الربيع، واستيقن بما هم عليه، وكلموه به، لم يسعه إلا أن يجمع المسلمين، فينهاهم أن يقبلوا (¬1) ذلك من أحد من الناس دعاهم إليه، أو زينه لهم؛ فذكر وعاب من تكلم في شيء من هذه الأمور بخلاف ما مضى عليه المسلمون في الجمعة، وفي شأن المرأة الخبيثة الفاسقة، وفي شأن ما تكلموا به من تشريك أهل القبلة.
وأمر الناس أن يأخذوا بالأمر الذي مضى عليه المسلمون، وذلك منذ ثلاث سنين.
فلما سمع بذلك شعيب وصاحباه، أظهروا بدعتهم (¬2) ، ودعوا إليها؛ فلم يجبهم - والحمد لله - أحد يعرف دينه.
[خروج شعيب من البصرة إلى مصر] (¬3)
ثم إن شعيبا خرج مستخفيا من البصرة (¬4) لا يعلم به الربيع ولا غيره من المسلمين، [ولا] (¬5) أين يوجد (¬6) إلا خاصته الذين هم على رأيه.
¬__________
(¬1) - في الأصل: يقبلو.
(¬2) - البدعة: لغة من بدع الشيء إذا أنشأه أو أحدثه، وهو الاختراع على غير مثال مثال سابق؛ وشرعا هو «طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريق الشرعية».
... ... انظر: *ابن منظور: لسان العرب، ج9/ص351-354 *الشاطبي: الاعتصام، ج1/ص18-25.
(¬3) - ذكر الشماخي خلاف ابن فندين، وإرسال الرسل إلى مكة، والكتاب الذي كتبه جماعة المسلمين، ثم قال إنه عثر على نسخة من هذا الكتاب تنسب إلى الربيع ومخلد ووائل، من جملة ما يتضمنه: «إن شعيبا خرج مستخفيا...وقبل منهم».
... ... *الشماخي: كتاب السير، ج1/ص134-136.
... وقد اعمتدت هذا النص كنسخة ثانية فقارنت بينهما، والتشابه بينهما يكاد يكون تاما.
(¬4) - الشماخي: «من البصرة مستخفيا».
(¬5) - «ولا»: زيادة من الشماخي.
(¬6) - في الأصل: «توجد»، وهو خطأ.
Página 23