[مقدمة مولف]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده، سبحانه لا نحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، نحمده ونشكره، ونتوب إليه ونستغفره، ونصلي ونسلم على من أرسل رحمة للعالمين سيدنا محمد، وعلى سائر إخوانه الأنبياء والمرسلين، ومن تبعهم بإحسان.
وبعد، فلما انقضى عهد الحكومة التركية في ديار الشام، وحلت محلها الحكومة العربية الأولى التي ترأسها الأمير فيصل بن الحسين، قبل أن يصير ملكا، دعا إليه الإمام السيد محمد رشيد رضا من مصر ليكون عونا له في الشؤون العربية والإسلامية، فكان منهما أن اعتزما إرسال كتابين باسمهما مع رسولين أمينين يبلغان رسالتيهما كتابة ومشافهة إلى الأمير عبد العزيز آل سعود في نجد، قبل أن يكون ملكا أيضا، وهما يدعوان إلى نصر الإسلام، وعقد اتفاق عام بين جميع أمراء الجزيرة العربية وأئمتها الكرام دفعا للعدوان الأجنبي. وتم اختيارهما لهذا الضعيف ليبلغ الرسالة الدينية التي كتبها السيد محمد رشيد رضا صاحب «المنار»، وللأخ شلاش النجدي الذي كان مؤتمن الأمير فيصل لإيصال الرسالة السياسية، فسافرنا بمشيئة الله متوكلين عليه، مسلمين أمرنا إليه، ولقينا من المخاطر والأهوال ما تشيب له النواصي، وكنا نحتسب ذلك عند الله، ونرجو أن يكون ذلك جهادا في سبيله، وابتغاء رضوانه ومثوبته، ويجد القارئ وصفا لذلك كله في
Página 13