202

وجميع القوافل والماء كما هو.

وقال لي الشيخ فلما رأيت ذلك ذهبت إليه وقصصت عليه الخبر فقال لي لما أغفيت عند ما أخبرتني بخبر الناس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي مر الناس بالإقامة فعلمت أن الله سيجعل لهم من أمرهم فرجا قلت ولا يستعبد هذا في حق وفد الله وزوار نبيه صلى الله عليه وسلم فإن لله بهم عناية ولهم منه أعظم وقاية.

ولقد أخبرني عن أخيه هذا بأمور من جنس هذا في سفرته تلك وفيها توفي بقرية الينبوع التي ينزلها الحاج وقبره إلى الآن ظاهر عليه بناء خفيف على تل مشرف بحري منزل الركب المغربي وكنا نزور قبل ذلك المحل ولا نعلم من دفن فيه حتى أعلمني القاضي المذكور والله يغمرنا وإياه رحمته آمين اه .

انعطاف إلى ما كنا بصدده وهو انه لما ودعنا أحباؤنا المذكورون توديع ذي كآبة عند الافتراق مررنا مسرعين لنلتحق الركب إذ سبقنا بساعات فعند الاصفرار لحقنا به فوجدناه في سفح الجبل أي قبل ابتداء محل الوعر فنزلنا عليه ففرح الركب بلحوقنا ونزولنا عليهم فلما أصبح الله بخير الصباح ظعنا منه ومررنا على تلك الأوعار ثم كذلك إلى وقت العصر فنزلنا ساحل حامد وفي تلك الأوعار كان أولاد الشيخ بو عصيدة الذين كانت عادتهم يضعون مائدة من العصيدة للركب بلحم وفي الحجة الأولى لقيت من أولاده الفاضلين الأخوين الشيخين ضل عني أسماؤهما لطول العهد فقال لي أحدهما عند الافتراق أنت تجاور مصر في شأن العلم وكنت قد عزمت على ذلك فأخبرني بما في قلبي وقال له الآخر فإنك لم تر شيئا وإنما هو إذا حج فيرجع فان فلانا قد مات أعني صاحب الوهب الرباني والجذب الصمداني وهو أمي لا يقرأ سيدي عبد الرحمان المجذوب الخلادي الملقب أقطال من جبال بجاية من

Página 219