من تلك الأحكام فجاء هذا التأليف في غاية الإفادة والتحقيق وكتابه المختصر في علم الأنساب وله تأليف مختصر في الأنواء على مذهب العرب ورسالته المعروفة برسالة الحول تعرب عن أدب كثير وحفظ غزير وكان الفقيه أبو إسحاق هذا أحول وسبب تأليفه لها أنه حضر يوما طرابلس عند القاضي بها أبي عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم بن هانش (1) الطرابلسي فحكم أبو محمد بحكم أخطأ فيه فرد عليه أبو إسحاق فقال له أسكت يا أحول فما استدعيت ولا استفتيت فألف تلك الرسالة وأكثر هذه التآليف ملكتها بخطه وكان رحمه الله من أحسن الناس خطا وأخبرت أن الأمير أبا زكرياء رحمه الله كان شديد البحث على خطه وسمع أن كتاب الفصيح بيع بخطه بطرابلس [فأبرد بريدا إليه في البحث عليه ووجه به إليه] (2) وأنه سمع أن بها من كتاب أمثلة الغريب (3) لأبي الحسن علي بن الحسين الهنائي المعروف بالكراع بخط الفقيه أبي إسحاق في ملك بعض بني النقاد من أعيان طرابلس فوجه إليه فيها فوجه النقادي بها إليه وملكت بخطه أيضا تأليفه الذي اختصر في كتاب أنساب قريش تأليف أبي عبد الله الزبير بن أبي بكر بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام رحمه الله تعالى وحسبك بهذا التأليف الجليل علما وفائدة وهو كما كان الشيخ أبو الحسن بن مغيث رحمه الله يقول هذا كتاب العجب لا كتاب النسب ورأيت الفقيه أبا الحسن (4) قد أدخل من حفظه في نفس هذا المختصر زوائد تشتمل على فوائد نبه عليها وكفى بهذا الرجل المعظم الغرد لهذا القطر ولم تكن له رحلة عن بلد طرابلس إلى غيرها وقد سئل أنى لك هذا العلم ولم ترتحل فقال اكتسبته من بابي هوارة وزناتة وهما بابان من أبواب البلد نسبا إلى من نزل بهما أول الزمان يشير إلى أنه
Página 204