إلى القيروان وذلك في سنة أربع وثمانين وقد دانت له أفريقية وكتب الخراج على من بها من النصارى ومن كان على دين النصرانية من البربر وغيرهم وأقام بأفريقية لا ينازعه بشر إلى أن عزل عنها ووليها موسى بن نصير اه ملخصا من شرح السقراطسية للشيخ محمد بن علي وبعضه بالمعنى والتقديم والتأخير.
ثم دخلنا لزيارته مع جملة وافرة من أصحابنا أصفرارا وقبره بالبسيط الذي تحت جبل أوراس الذي قتل به وهو مشهور يزار وعليه مسجد عجيب وحوله قرية عجيبة وفي وسط هذا البسيط وفي مسجده مأذنة كبيرة عظيمة متقنة البناء وفي أعلاها عمود يزعم الحجاج أن من تمسك بذلك العمود وحركه وقال أقسمت عليك أيتها المأذنة بحق سيدي عقبة إلا ما تحركت فتهتز وفي حجة سنة 96 (1) ست وتسعين طلع إليها بعض أصحابنا كالقاضي سيدي أحمد بن إبراهيم المراكشي والفقيه سيدي عبد الله بن إبراهيم السملالي إمام مسجد طلحة وسيدي محمد بن عبد العزيز الرسموكي وشاهدوا ذلك وصدقوه وأنكر ذلك الإمام شيخنا سيدي عبد الله العياشي قال وطلعت إليها ورأيت ذلك وليس كما زعموا وإنما هو من إتقان البناء وفرط طوله فإذا صودم بقوة ظهر فيه شبه اهتزاز وذلك يقع في كل بناء وقال وغالب من دخل المسجد من الحجاج يكتب خطه على أساطين المسجد وحيطانه ويكتب اسمه واتخذوا ذلك ديدنا وعادة مستمرة انتهى وقد دخلت إليه مرارا وصليت فيه سبحة (2) الضحى وهذه المرة زرناه أصفرارا في وقت لا تحل فيه النافلة.
انعطاف للمقصود وهو أننا ارتحلنا من سيدي عقبة [صبيحة] (3) وتوجهنا إلى
Página 135