============================================================
باب في تعريف المغتر نفسه وطول غرته قلت: فكيف هذا المغتر بظاهر طاعته أن يعرف نفسه وطول غرته، في آيام الدنيا بقراءته" قال: يرجع هذا القارىء المتقشف إلى نفسه ، ثم يعرض آيامه التي خلت من عمره فيتقشفه وتزهده، هل انى عليه يوم منها، طلعت عليه فيه الشمس ثم غابت عنه حفظ فيه جارحة من جوارحه مما كره الله عز وجل ونهى عنه ، وقام بها فيما أوجب الله عز وجل (1) وافترضه عليه.
فلو فعل ذلك فاعترضها جارحة جارحة، هل يعرف يوما إلى الليل، حفظ فيه لسانه، فلم يتكلم بكلمة تسخط الله جل وعز (2) ، ولم يسكت عن كلمة أوجبها عليه ربه حتى أمسى، لخشيت أن لا يجد ذلك اليوم فيما مضى من آيام قراءته دون أيام خهالته . وكذلك بصره وسمعه وخطاه وجميع جوارحه.
ولو وجد من نفسه أنه حفظ الله عز وجل، جوارحه أيام قراءته، أو يوما خلا منها، ثم رجع إلى قلبه، فتذكر، هل يعرف يوما من أيام قراءته مع حفظه لجوارحه هل تفقد فيه قلبه فعلم أنه قد كان حذرا من اطلاع الله عز وجل تعالى على ما يضمر فيه، وكان عقله حارسا هواه في يوم ذلك، فلم تخطر (بقلبه) (3) خطرة يكرهها الله عز وجل، من الرياء والتصنع ، بعمله إلا عرفها وكرهها، وسلم من جميع خطرات هواه، أو عدوه في يومه ذلك، حتى عرف أنه قد أخلص يوما إلى الليل يتفقد (ذلك) (4) من غير غفلة ولا غرة لخشيت أن لا يجد ذلك.
(41 2) في أ، ب: تعالى. وهكذا في بقية الباب.
(3) ما بين الحاصرتين: سقطت من ط (4) ما بين الحاصرتين: سقطت من أ
Página 41