Opinión sobre Abi al-Ala: El hombre que encontró a sí mismo

Amin Khuli d. 1385 AH
211

Opinión sobre Abi al-Ala: El hombre que encontró a sí mismo

رأي في أبي العلاء: الرجل الذي وجد نفسه

Géneros

8

ومثال ذلك المستحيل العادي الذي لا يمكن عادة وجوده وإن أمكن عقلا وجوده: مشي الإنسان على الماء، أو طيرانه في الهواء وصعوده السماء، وما إلى ذلك مما تحقق بالمعجزة فيما مضى، ويتحقق اليوم بالأجهزة أو بتقدم معرفة الناس بالنواميس، فهو قبل هذا لا يقبل الوجود عادة، وفيما عهد الناس من الوجود وعرفوا من قوانينه، ثم يصبح ممكنا واقعا كالطيران وسماع من في أقصى الأرض، وما إلى ذلك مما علم الناس بعد تقدمهم أنه من سنن الكون ونظم الوجود. فالمستحيل الأول العقلي هو مخالفة النواميس الفطرية النظرية، أي الخاصة بما لا يتوقف على المادة في تصوره كالمنطقيات والرياضيات،

الطبيعية الواقعية العملية، أي الخاصة بما يتوقف تصوره على المادة كالطبيعيات وما إليها، ويزيد هذا بيانا أن أذكرك بتقسيم القدماء للعلوم: إلى ما يتوقف على المادة في تصوره ووجوده، وهو العلم الطبيعي، وما لا يتوقف على المادة في تصوره وإن احتاج إليها في وجوده، وهو العلم الرياضي، وما لا يتوقف على المادة لا في تصوره ولا في وجوده، وهو العلم الإلهي. وقد كان هذا التقسيم مما نظن أبا العلاء قد قرأه أو حفظه فيما ألم به من التحصيل الفلسفي. كما نرجح أنه عرف من قول الكلاميين هذين المستحيلين: العقلي والعادي. وسنرى تناوله الفني لهذه المعاني، وأين يقع من الصواب فيها؟

وإذا أشرنا مضطرين إلى هذه المقررات الفلسفية والكلامية لإكثار صاحبنا من التعرض لها تعرضا يحتاج إلى الرأي، فإننا نستطيع أن نلم بعد ذلك بقدر من أقواله في هذا الشأن، ولعل أكثرها مما أشار إليه في تسبيحه الله وتمجيده بما كتب في الفصول والغايات؛ إذ للعالم النفسي المسيطر عليه ديني واضح.

وقد أشرت إلى أن أبا العلاء يذكر تمكن هذه القدرة من تحقيق أشياء تمناها لنفسه وفيها الأدلة على خوالجه؛ كألا يستبعد على مشيئة الله أن تجعله في حال خير من حاله، فيقول:

9 «... الملك لك، غالب الغالبين، لو شئت لجعلتني راعي فرق

10

أرقب ثرته

11

والعزوز

Página desconocida