ورده ورد الإمام أبي يعقوب متوجه إلى القائلين بأن القرآن هو صفة قائمة بذاته- تعالى- وما في أيدينا هو عبارات عن تلك الصفة , وهذه هي مقالة الأشعرية . وسيأتي بيان بطلانها إن شاء الله تعالى.
أنواع الموجودات
((الإستدلال على الوجود))
17 والأول البرهان خذه مقررا ... ... عقلا ونقلا أي ما برهان
18 لابد للأشياء في أحوالها ... ... أي باعتبار العقل والوجدان
19 أما وجود واجب أو ممكن ... ... أو مستحيل باطل الإمكان
أي وعلى إثبات وجود الكلام الموحى إلى الأنبياء، خذ الدليل على خلقه حال كونه مثبتا بما لا يستطاع دفعه، وهو من المنقول والمعقول، فهو برهان كامل .
فأما العقلي : فهو أنه لا بد لجميع الأشياء، في صفاتها بالنظر إلى وجودها وعدمها من أحد ثلاثة أشياء: لأنها إما أن تكون واجبة الوجود ولا كذلك شي إلا الله عز وجل - وإما أن تكون جائزة الوجود، وذلك هو جميع ما عدا الله تعالى من الموجودات في الحال، ومن المعدومات التي وجدت والتي ستوجد - وإما أن تكون مستحيلة الوجود، وهو جميع ما لا يجوز في العقل وجوده، كوجود شريك عند الله (تعالى الله عن ذلك) .
وجميع ما علم الله تعالى أنه لا يكون، فإنه لا يمكن أن يختلف علم الله -عز وجل- في شيء . فتقسيم الأشياء إلى هذه الأقسام المذكورة إنما هو بالنظر إلينا، لجهلنا الأشياء التي علم الله أنها ستوجد والأشياء التي علم الله عز وجل أنها لا توجد .
أما بالنظر إلى ما في علمه تعالى فالأشياء قسمان :
واجبة الوجود ومستحيلة الوجود، لأن ما علم الله تعالى وجوده فوجوده لا بد منه، فهو واجب : أي ثابت ثبوتا عقليا . وجميع ما علم الله أنه لا يوجد، فوجوده مستحيل، أي : منتف انتفاء عقليا .
فإن قيل: فإذا لا يختص الوجود الواجب بالله عز وجل، بل يكون له ولغيره بالنسبة إلى ما في علمه تعالى فيلزم اتصاف غيره بصفة يختص بها تعالى .
Página 90