الانسان ) (¬1) .قالوا : وصف الانسان بالخلق ووصف القرآن بالتعليم فدل اختلاف الوصفين على ان القرآن غير مخلوق إذ لو كان مخلوقا لقال خلق القرآن والانسان والسكوت على هذه عين الجواب كيف يلزم اختلاف الوصفين اختلاف الحكمين فهذه الحيوانات في غالب صفاتها مخالفه لهذه الجمادات هذه النباتات،فهل هي جميعا مشتركة في كونها مخلوقة؟ هي مخلوقة. فالقرآن وإن خالف الإنسان في غالب صفته لا ينافي أن يشاركه في صفة الخلق وإنما لم يصفه الرب عز وجل بالخلق في هذه الآية لأنها مسوقة لبيان النعم التي أنعم الله بها على الإنسان ، فتعليم القرآن هو من تلك النعم التي أنعم بها علينا ، فلا يناسب أن يقول:((خلق القرآن والإنسان)) ولو قال كذلك لخرج هذا النظم من حيز البلاغة التي هي الغاية القصوى في كلامه عز وجل .
ومنها ما رووه عن الشارع : ((القرآن كلام الله تعالى غير مخلوق . ومن قال أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم)) (¬2) .
Página 71