: { إنما أمرنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون (¬1) } (¬2) . قالوا : فقد أخبرنا عز وجل أنه إذا أراد كون شيء قال له (( كن ))، فالأشياء مخلوقة بكن، وهي من كلام الله الذي نزل في القرآن فالأشياء مخلوقة بها وهي وهي شيء أيضا .فلو كانت مخلوقة لاحتاجت إلى ((كن)) أخرى فيتسلسل أو يدور ولكل محال .
قلنا : ليس المراد من الآية لفظ ((كن)) وإنما المراد (¬3) التعبير بها عن نفوذ إرادته تعالى وسرعة إنفعال الأشياء لها . والعرب تعبر بهذه اللفظة عن هذا المعنى، فيقولون- إذا أرادوا التعبير عمن لا يراد أمره - ((إذا قال للشيء كن يكون )) . ولو سلمنا أن ذلك المقول لفظ لما لزم ما ذكروه، لكثرة وجود إخراج الخاص من العام فنقول : إن المخلوق بلفظ ((كن)) هو ما عداها وأما هي فمخلوقة بدون لفظ ((كن)) ودليل هذا التخصيص هو ما ذكروه من لزوم التسلسل أو الدور وكفى بكل واحد منهما مخصصا .
Página 70