============================================================
[8] ميتاق النساء
توكلت على مولانا الحاكم سبحانه، وعز عن حكومة الأوهام سلطانه، ولا معبود سواه.
نظرت معاشر الحدود الروحانيين بنوره التمام، ونصبني لدعوته ولانا جل ذكره ولعبيده إمام، نظرت إلى قوله : "لولا رجال مؤمنون ساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤهم، فتصيبكم منهم معرة يغير علم، لدخل الله في رخمته من يشاء"، و "لو تزيلوا لعذبنا الذين كفروا منهم عذابا أليما" [25/48]. والنطقاء فيما تقدم هم الرجال والأسس ساؤهم، وفي وجه آخر الأسس هم الرجال والأتماء نساؤهم، وفي وجه اخر الأتماء هم الرجال والحجج نساؤهم، وفي وجه آخر الحجج هم الرجال والدعاة نساؤهم، وفي وجه آخر الدعاة هم الرجال والمأذونون ساؤهم، وفي وجه آخر المأذونون هم الرجال والمكاسرون نساؤهم، وهم كلهم عبيد موجودون في عصرنا هذا، مستخدمون لمولانا جل ذكره.
والوطأة هاهنا هو المفاتحة بالعلم الحقيقي، لأنه لولا تعليم الرجال الحقيقية للنساء الدينية، لما خرج منهم مستجيب، وصاروا في جملة آهل الشرائع الناموسية. واصاب الناطق منهم معرة بغير علم، فبتعليم الرجال الحقيقية للنساء الدينية انتقلوا من الجهل إلى العلم، وحصلوا من جملة الملائكة المقربين، الذين ملكوا أنفسهم عن أفعال المشركين، وحملة العرش الكروبيين، والعرش هاهنا علم التوحيد لمولانا جل ذكره الذي هو صب مستصعب، لا يحمله إلا نبي مرسل أو1 ملك مقرب؛ وهو معنى وله للحدود: "لم تعلموهم أن تطؤهم فتصيبكم منهم معره بغير علم"
Página 505