============================================================
الآخرة على الدنيا. وأنتم مع ذلك في وادي الجهالة تسبحون ، وفي تيه الضلالة تخوضون وتلعبون، حتى تلاقوا يومكم الذي كنتم به توعدون.
كلا سوف تعلمون، ثم كلا سوف تعلمون، كلا لو تعلمون علم اليقين" وقد علمتم معشر الكافة ان جميع ما ورثه الله تعالى لوليه وخليفته في أرضه أمير المؤمنين سلام الله عليه ، من النعم الظاهرة والباطنة ، قد خول إمام عصركم لشريفكم ومشروفكم من خاصتكم وعامتكم، من ظاهر ذلك وباطنه على الاكثار و الإمكان بفضله وكرمه ، حسبما راى سلام الله عليه، ولم يبخل بجزيل عطائه، وهنأكم منة منه مع ذلك ما وجبه الله تعالى له عليكم في كتابه من الحق فيما ملكته أيمانكم ، ولم يشارككم في شيء من أحوال هذه الدنيا نزاهة عنها، ورفضا منه لها على مقداره ومكنته، لأمر سبق في حكمته، وهو سلام الله عليه أعلم به. فاصبحتم وقد حزتم من فضله وجزيل عطائه ما لم ينل مثله بشر من الماضيين من اسلافكم، ولا ادرك قوة أنبأه منه أحد من الأمم الذين خلوا من قبلكم، من المهاجرين والأنصار، في متقدم الأزمان والأعصار ولم تنالوا ذلك من ولي الله باستحقاق، ولا بعمل عامل منكم من ذكر بل منة منه عليكم، ولطفأ بكم، ورأفة ورحمة واختبارا ، ليبلوكم أيكم أحسن عملا" [7/11] ولتعرفوا قدر ما خصصكم به في عصره من نعمته، وحسن منته، وجميل لطفه وعظم1 فضله واحسانه، دون من قد سلف من قبلكم.
Página 462