حكى القطربلي وابن أبي الأزهر في تأريخ اجتمعا على تصنيفه، وأهل بغداد وأهل مصر يزعمون أنه لم يصنف في معناه مثله، لصغر حجمه وكبر علمه يحكيان فيه أن المتنبي أخرج ببغداد من الحبس إلى مجلس أبي الحسن علي بن عيس الوزير - رحمه الله - فقال له: أنت أحمد المتنبي. فقال : أنا أحمد النبي وكشف عن بطنه فأراه سلعة فيه. وقال: هذا طابع نبوتي وعلامة رسالتي، فأمر بقلع جمشكه وصفعه به خمسين، وأعاده إلى محبسه، ويقول لسيف الدولة:
وتغضبون على من نال رفدكم
حتى يعاقبه التنغيص والمنن
كذب والله؛ لقد كان يتحرش بالمكارم ويتحكك بها، ويحسد عليها أن تكون إلا منه وبه، وهذا غير قادح في طلاوة شعره ورونق ديباجته، ولكني أغتاظ على الزنادقة والملحدين الذين يتلاعبون بالدين ويرومون إدخال الشبه والشكوك على المسلمين، ويستعذبون القدح في نبوة النبيين - صلوات الله عليهم أجمعين - ويتطرفون ويبتذئون إعجابا بذلك المذهب:
تيه مغن وظرف زنديق
وقتل المهدي بشارا على الزندقة ولما شهر بها وخاف دافع عن نفسه بقوله:
يا ابن نهيا رأسي علي ثقيل
واحتمال الرأسين عبء ثقيل
فادع غيري إلى عبادة ربي
ن فإني بواحد مشغول
Página desconocida