﴿خالدين فيها ما دامت السموات والأرض﴾ إلا مدة مكثهم في النار)
قلت يضعف هذا أن الاستثناء من الخلود يقتضي أن يكون بعد الدخول لا قبله سيما بعد قوله ﴿ففي النار﴾ وقد أشار إلى تضعيف هذا الوجه بما قلناه ابن تيمية في غضون أبحاثه في هذه المسألة قال ابن القيم:
(وقالت فرقة: هو استثناء استثناه الله تعالى ولا يفعله [كما تقول:] والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك وأنت لا تراه بل تجزم بضربه)
قلت: هذا الوجه أحد وجهين ذكرهما جار الله في (الكشاف) في آية (الأنعام) فقال:
(أو يكون (يريد الاستثناء) من قوله الموتور الذي ظفر بواتره ولم يزل يحرق عليه أنيابه وقد طلب منه أن ينفس عن خناقه: أهلكني الله إن نفست عنك إلا إذا شئت وقد علم أنه لا يشاء إلا التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد فيكون قوله (إلا إذا شئت) من أشد الوعيد مع تهكم بالتوعد في خروجه في صورة الاستثناء الذي فيه أطماع انتهى
واختار هذا الوجه صاحب (الإتحاف) (٦٢) (والصفوي) (٦٣)
_________
(٦٢) لعله يعني كتاب (الإتحاف في شرح خطبة الكشاف) لحامد بن علي بن إبراهيم العمادي الدمشقي المفتي الحنفي توفي (١١٧١) كما في (ذيل كشف الظنون) (١ / ١٩) ولم أقف عليه
(٦٣) كذا الأصل بالواو هنا وفيما يأتي قريبا ولم أعرفه ولعله خطأ من الناسخ والصواب (الصفدي) بالدال المهملة وهو صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي أديب مؤرخ كثير التصانيف منها (الوافي بالوفيات) وهو كبير جدا في التراجم طبع منه أربع مجلدات في تراجم المحمدين ولما تنته ولعل اختياره المذكور أورده في ترجمة الزمخشري. والله أعلم
1 / 91