يريد ﴿لابثين فيها أحقابا﴾ نسختها ﴿فلن نزيدكم إلا عذابا﴾ [النبأ ٣٠] يعني أن العدد قد ارتفع والخلود قد حصل هذا لفظه
ومراده بالنسخ أن لا حكم لمفهوم العدد وإلا فإنه لا يجري النسخ المصطلح عليه في الأخبار
وقال الحسن: (ليس للأحقاب عدة إلا الخلود) . وذكره عنه البغوي (٥٩)
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة قال: (الأحقاب) ما لا انقطاع له كلما مضى حقب جاء بعده حقب
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن: ﴿لابثين فيها أحقابا﴾ قال: ليس فيها أجل كلما مضى حقب دخل في الآخر. وبهذا تعرف رواية ودراية ضعف استدلال شيخ الإسلام على فناء النار وانقطاعها بمفهوم الأحقاب
ثم استدل ابن تيمية على فناء النار وذهابها بقوله تعالى في [سورة الأنعام] ﴿قال: النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك
_________
(٥٩) أي في تفسيره المسمى ب (معالم التنزيل) (سورة النبأ) . ذكره معلقا بدون إسناد بأتم مما هنا فقال: (قال الحسن: (إن الله لم يجعل لأهل النار مدة بل قال: ﴿لابثين فيها أحقابا﴾ فوالله ما هو إلا أنه إذا مضى حقب دخل آخر ثم آخر إلى الأبد فليس للأحقاب عدة إلا الخلود)
1 / 89