قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إن شاء الله أن يخرج أناسا من الذين شقوا من النار فيدخلهم الجنة فعل) (٥١)
وأقول: لا دليل فيه على مدعاه وهو فناء النار وذهابها بل فيه دليل على خلافه لأنه لا ينكر الإخراج من النار ولا يقوله ابن تيمية في حق الكفار. فتعين أنه في عصاة الموحدين وقد سمعت مما نقلناه عن ابن عباس أن الله سمى عصاة الموحدين أشقياء وقد صرح ابن تيمية بهذا هنا فقال بعد سرده للحديث:
(إنما يدل على إخراج بعضهم من النار وهو حق بلا ريب وهو بناء على انقطاعها وفناء عذابها وأكلها لمن فيها وأنهم يعذبون فيها دائما ما دامت كذلك
والحديث دل على أمرين: أحدهما أن بعض الأشقياء إن شاء الله أن يخرجهم من النار وهي نار فعل فيكون معنى الاستثناء ﴿إلا ما شاء ربك﴾ من الأشقياء فإنهم لا يخلدون فيها ويكون الأشقياء
_________
(٥١) الحادي (٢ / ١٧٩) وساق إسناده ابن مردويه من طريق الطبراني ومنه تبين أن فيه من كذبه ابن معين وآخر لا يعرف ولذلك خرجته في (الضعيفة) (٥٢٠٠) وإن سكوت المؤلف عنه قصور فما حسن فإنه أوهم ثبوته حين اقتصر في رده استدلال ابن تيمية بمتنه بأنه لا دليل فيه فكان عليه أن يبين حال إسناده أولا ثم يرد دلالته ثانيا كما يقتضيه المنهج العلمي السليم: ثم إنه ليس في (الحادي) التصريح بذكر ابن تيمية مستدلا بهذا الأثر ولا جاء ذكره في المخطوطة
1 / 85