وبهذا تعرف أنه لا يصح نسبة القول بفناء النار وذهابها إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما نسب هذا القول الذي نقل عنهما [إلى عمر] (٣٤) . بل هو الدليل (٣٥) على بقاء النار بعد خروج من يخرج منها من أهل التوحيد. فكيف يقول شيخ الإسلام في صدر المسألة. (إن القول بفناء النار نقل عن ابن مسعود وأبي هريرة) وإنما مستنده في نسبة ذلك إليهما هذان الأثران اللذان هما بمراحل عن الدلالة على فناء النار وذهابها بعد صحتهما
فعرفت بطلان نسبة هذا القول إلى ابن مسعود وأبي هريرة كما عرفت بطلان نسبته إلى عمر
وأما قول شيخ الإسلام في صدر المسألة أن أبا سعيد الخدري نقل عنه القول بفناء النار فإنه استدل (٣٦) لذلك بأنه قال أبو نضرة عن أبى سعيد أو قال جابر أو بعض أصحاب النبي ﷺ َ (أتت هذه الآية على القرآن كله ﴿إلا ما شاء ربك إن ربك فعال لما يريد﴾ [هود: ١٠٧]
_________
(٣٤) سقطت من الأصل والسياق يقتضي إثباتها
(٣٥) كذا الأصل ولعل الصواب (دليل)
(٣٦) قلت: إنما استدل به ابن القيم (٢ / ١٧٦ - ١٧٨) ولم يصرح بعزوه لابن تيمية ولا جاء ذكره في المخطوطة
1 / 77