﵁ أن رسول الله ﷺ َ قال: (من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار)
وأقول وبالله المستعان:
أولا: قد جاءت الأخبار كتابا وسنة بأبدية النار وعذابها كما تقدم فلا داعي لإعادة وما تشبث به ابن القيم ﵀ في خلاف ذلك مردود بل باطل كما يأتي شرحه من المؤلف رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى
ثانيا: ما ذكره: أن مذهب أهل السنة كلهم جواز إخلاف الله لوعيده لا أعلمه بهذا الإطلاق وقد بحث شيخ الإسلام الخلاف المعروف ين المرجئة والمعتزلة في الوعد والوعيد في مناسبات شتى فلم يذكر هذا (١) بل صرح بخلافه في بعض المواطن فإنه بعد أن ذكر حديث الشفاعة وغيره في دخول بعض الموحدين النار وخروجهم منها قال: (١٦ / ١٩٦):
(وفيه رد على من يقول: (يجوز أن لا يدخل الله من أهل التوحيد أحدا النار) كما يقوله طائفة من المرجئة والشيعة ...)
فإذا لم يجز هذا الإخلاف في حق الموحدين فكيف يجوز الإخلاف الأكبر الذي هو في حق المشركين؟
ثالثا: (ولم يقل في موضع واحد: لا يخلف وعيده)
فأقول: قد فاته - عفا الله عنا وعنه - قوله تعالى في (ق: ٢٧ - ٢٩) ﴿قال قرينة ربنا ما أطغيته ولكن كان في ضلال بعيد. قال لا تختصموا لذي وقد قدمت إليكم بالوعيد. ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد﴾
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ عقبه (١٤ / ٤٩٨):
(وهذا يقتضي أنه صادق في وعيده أيضا وأن وعيده لا يبدل وهذا مما
_________
(١) انظر (فهرس مجموع الفتاوى) (أحكام عصاة الموحدين - الوعد والعيد) (١ / ١٣٧ - ١٣٨)
1 / 43