هذا كله مما احتج به الإمام أحمد رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى على القائلين بفناء النار وعدم دوامه وقد نقل عنه شارح قصيدة الإمام ابن القيم: (الكافية الشافية) (١) (١ / ٩٧) أنه قال:
(والجنة والنار خلقتا للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف ذلك فهو مبتدع)
ونحوه قول ابن حزم في (الملل والنحل) (٤ / ٨٣):
(اتفقت فرق الأمة كلها على: أنه لا فناء للجنة ولا لنعيمها ولا للنار ولا لعذابها إلا جهم بن صفوان ...)
وفي (العقيدة الطحاوية) (ص ٤٢٠ - بشرحها طبع المكتب الإسلامي):
(والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان أبدا ولا تبيدان)
ثم رأيت ابن حزم قد أورد المسألة أيضا في كتابه (مراتب الإجماع) فقال (ص ١٧٣):
(... وأن النار حق وأنها دار عذاب أبدا لا تفنى ولا يفني أهلها أبدا بلا نهاية)
وأقره شيخ الإسلام أحمد بن تيمية خلافا لغيرها من المسائل التي تعقبه فيها
ومن العجيب أن هذا القول بعدم فنائها هو مما ذهب إليه ابن القيم ﵀ كما يدل عليه ظاهر كلامه في كتابه (الروح) (ص ٣٤ - طبعة صبيح) بل ذلك ما صرح به في بعضه كتبه
_________
(١) هي القصيدة الطويلة في العقيدة للإمام ابن القيم وقد شرحها الشيخ أحمد بن إبراهيم بن عيسى في كتاب (توضيح المقاصد وتصحيح القواعد في شرح قصيدة الإمام ابن القيم) طبع المكتب الإسلامي - زهير
1 / 17