ببلدنا وتركه واسع ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ولم يبلغني عن أول هذه الأمة وصدرها أنهم كانوا يفعلون ذلك ويكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده. انتهى.
فانظر: إلى ما ذكر عن علي بن الحسين وما روي عن الحسن بن الحسن مما قدمناه وإلى قول مالك يكره إلا لمن جاء من سفر أو أراده.
هل هذا تنقُّص منهم له ﷺ أو سد للذريعة عن الغلو الذي نهى عنه ﷺ، وفي أثناء كلام لشيخ الإسلام- ﵀ قال:
"وكل ما سوى الله يتلاشى عند ذكر توحيده، والنبي ﷺ أعظم الناس تقريرًا لما يقال على هذا الوجه وإن كان هو المسلوب كما قالت عائشة ﵂ لما أخبرها براءتها: " والله لا أقوم إليه ولا أحمده ولا أحمد إلا الله" ١.
وفي لفظ: "بحمد الله لا بحمدك "٢. فأقرها ﷺ وأبوها على ذلك لأن الله أنزل براءتها بغير فعل أحد.
قال حبان: "قلت لابن المبارك: إني لأستعظم هذا القول، قال:
_________
"١" صحيح: صحيح البخاري "٤١٤١" في حديث الإفك الطويل، حيث أنزل الله براءة أم المؤمنين عائشة ﵂ من فوق سبع سموات وخلّد ذكرها في القرآن، فليتأسى النساء بأفقه زوجات النبي ﷺ في تجريدها التوحيد لله.
"٢"صحيح: أخرجه أحمد في مسنده "٦/ ٣٦٧"، والطيالسي في مسنده "١٦٦٥"، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني"٣٢١٦،٣٢١٥ من طريق حصين عن شقيق ابن سلمة عن مسروق عن أم رومان- وهي أم عائشة- عن عائشة ﵂.
قلت: حصين بن عبد الرحمن السُّلمِي.
1 / 56