Eje del Placer en las Descripciones de los Vinos y Licores
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
فتغللت من تبرها بغلالةٍ ... وتوشحت من دُرِّها بوشاح
وقال ديك الجن:
خليليَّ هُبا عَلِّلاني مُدامةً ... معتقةً مما تخير نوحُ
فما العيش إلا أن أفوز بسكرةٍ ... وما الغبن إلا أن يقال صحيح
سأجمح في حبِّ البطالة والصّشبا ... وإن لام فيه عاذلٌ ونصيحُ
وقال ابن الصائغ:
رأيت دجنًا فقلتُ الراحُ أشبه بي ... فقم بنا أيها المخمور نصطبحُ
فقام يمسح وجهًا كله قمرٌ ... وقمتُ ألثمه من شدة الفرح
وقلت قم فاسقني صرفًا فقد طلعت ... شمسان، من وجه ساقينا، ومن قدحي
آخر:
ولقد قال لي نديمي والليلُ على الأرض رفرفٌ وجناحُ
داوِ همّي ببنت كرمٍ لها نفحة مِسكٍ تحيا بها الأرواحُ
فحسرت اللثام عن خندريسٍ ... ضحكت عن شعاعها الأقداح
آخر:
حبذا صبحٌ تبدى ... والدجى وحف الجناح
طلعت لي فيه شمسٌ ... أشرقت حتى الصباح
وشربت الراح صرفًا ... من ثنايا كالأقاح
من غزالٍ شرقِ الخلخالِ عطشان الوشاح
وقال:
وليلةٍ أحييتُها بالرَّاحِ
محسنةٌ مسيئة الصَّباح
مقمرة مرفضَّة الرياح
أمنت فيها سخط اللواحي
الحسين بن الضحاك الخليع:
ماذا انتظارك بي إن كنت مصطبحًا ... لا نِمتَ إن لم أكن قد نمتُ ما صلحا
قم يا نديمي فأحيِ الليل والفرحا ... أما ترى الليل تحت الصبح مفتضحا
أمِت بكاسك عني الهمَّ والترحا ... واصدح بعودك، هذا الديك قد صدحا
لا تبرح الدهر عنِّي بالشمول وقلْ ... للدهرِ شأنك فاقطع حبل من نزحا
لله في اللوح شيءٌ لست ماحيه ... إن شاء أثبته أو إن يشاء محا
إني لأُوقن ما قالوا وما كتموا ... علمًا وأعلم أن الرشد قد وضحا
لكن قيادي في كف فقد ... أضحى الذي غشَّ عندي كالذي نصحا
وقال التميمي:
إله بالبيض الملاح ... وبقينات وراحِ
لا يصدنك لاحٍ ... هو عن سكرك صاح
ليس للهم دواءٌ ... كاغتباقٍ واصطباح
ولعمري ما يداوي الهمُّ بالماءِ القراحِ
وقال أبو نواس:
دعِ الأعاريب تندب الشيحا ... والقفر والبيد والصحاصيحا
وعوج بنا نصطبح معتقةً ... تُذكر من قدم عهدها نوحا
كأنها في الإناء إذ برزت ... شعلة نار تقابل الريحا
وقال:
طاب شربُ الراح مصطبحا ... لا تدعْ من كفِّك القدحا
إنما عمر الفتى فرحٌ ... فاغتنم من عمرك الفرحا
حرف الدال
قال أبو نواس:
لا تبك ليلى ولا تطرب إلى هندٍ ... واشرب على الورد من حمراء كالورد
كأسًا إذا انحدرت في حلق شاربها ... أجدته حمرتها في العين والخدِّ
فالخمر ياقوتةٌ والكأس لؤلؤةٌ ... من كفِّ جارية ممشوقة القدِّ
تسقيك من عينها خمرًا ومن يدها ... خمرًا فما لك من سُكرين من بُدِّ
لي نشوتان وللندمان واحدةٌ ... شيءٌ خصصت به من بينهم وحدي
وقال أيضًا:
قد أسحب الزقَّ يأباني وأكرهه ... حتى له في أديمِ الأرض أُخدودُ
لا أشرب الراح إلا أن يكون لنا ... ساقٍ بُمنتخلِ الأشعار غِرِّيدُ
فاستنطق العود قد طال السكوت به ... لا ينطقُ اللهوُ حتى ينطق العودُ
وقال:
سقيًا لغير العلياء والسَّنَدِ ... وغير أطلال ميَّة الجُدد
ويا صبيب الغمام إن كنت قد ... جُزت اللوى مرَّة فلا تَعُدِ
أحسن عندي من انكبابك بالفِهر ملحًا بها على وتدِ
يسقيكها من بني النصارى رشا ... منتسبٌ عيده إلى الأحد
إذا بنى الماء حولها حببًا ... صلب فوق الجبين بالزبدِ
1 / 128