Eje del Placer en las Descripciones de los Vinos y Licores
قطب السرور في أوصاف الأنبذة والخمور
الديك قد صاح مرارًا وما ... عليك، صاح الديك أم لم يصح
هاك انتخب، هاك اقترح ما الفتى ... إلا فتىً منتخبٌ مقترح
ووالٍ بين الكأس والطاس أو ... يبطحك الزِّقُّ كما قد بطح
ذا دمه ينصبُّ من حلقه ... كما رأينا حبشيًا ذُبِح
ما العيش إلا في ركوب الهوى ... وأن تُرى منهمكًا مفتضح
في فتيةٍ ما شئت من فتيةٍ ... يحلو في مدحهم الممتدح
إبريقهم بينهم ضاحكٌ ... باكٍ كإنسانٍ حزينٍ فَرِحْ
وقال:
وحاملٍ جسمًا من النور قد ... صُيِّرت الراحُ له روحا
إذا سقانا منح الكأس من ... صفاته ما كان ممنوحا
من خده لونًا ومن ريقه ... طعمًا ومن نكهته ريحا
وقال:
لائمي في النبيذ لم أر من قبلِك من لام في الحلال المباحِ
هي مفتاح قفل كل سرورٍ ... أيُّ قفلٍ يُرى بلا مفتاح
جمحت بي الكئوس في حلبة اللهو فمن ذا يردُّني عن جماحي
إذ تدير الكئوسَ كلُّ هضيم الكشح ريّا السِّوار غرثى الوشاح
من عُقارٍ يَغني الندامى بها عند حلول الدجى عن المصباح
وإذا ما المدام دارت رأيت الشرب صرعى وما بهم من جراح
وتراها قد استباحت من القوم حريمًا ما كان بالمستباحِ
أنا لولا هذا لما كنتُ إلاَّ ... رجلًا سائحًا مع السُّياحِ
وقال:
حنت أباريقي وأقداحي ... وارتاح ريحاني إلى الراح
واشتاق مصباحي إلى ضوئها ... فإنها مصباح مصباحي
وافتقد التفاح خد الذي ... في خده وردي وتفاحي
هذا حديثي يا عليَّ العُلى ... فمن منادِيَّ بإصلاحِ
وقال:
من ذا يكون مبشِّري بالصبح قد طاب الصَّبوحْ
وعلى النصيح ملامتي ... وعليَّ أن أعصي النصوح
فلأطلبن مسرتي ... ما دام لي جسدٌ وروح
وقال: دُرَّةٌ حيثما أُديرت أضاءت ومشم من حيث ما شُمّ فادحا
لونها كالعقيق وهي نسيمٌ ... ومُدام تحكي لنا التفاحا
وقال:
ومدامة علت الأكف كئوسها ... فكأنها من دونها في الراحِ
وكأنما الكاسات فيما بيننا ... من نورها يسبحن في ضحضاح
لو بُثَّ في غسق الظلام شعاعُها ... طلع الصباحُ بغرةِ الإصباح
وقال:
وعواتقِ باكرات بين حدائقٍ ... ففضضتهنَّ وقد عَيين، صِحاحا
أبرزتهن من الخدور حواسرًا ... وتركت صونَ حريمهن مباحا
وموشح نازعت فضل وشاحه ... وكسوته من ساعديَّ وشاحا
وصبحته كالورسِ بثّض روائحًا ... كالورد باكره النسيمُ ففاحا
وفعلتُ ما فعل المشوقُ بليلهِ ... عادت لذاذته عليَّ جماحا
وقال أبو نواس:
لا تحفِلنَّ بقول الزاجر اللاَّحي ... واشرب على الورد من مشمولة الراح
كأسٌ إذا مزجت والليل معتكر ... أغناك لألاؤها عن كل مصباح
ما زلت أسقي نديمي من مُجاجتها ... والليل ملتحف في ثوب أمساح
حتى تغنّى وقد مالت سوالفه: ... [يا دير حنّة من ذات الأُكيراح]
وقال علي بن العباس الرومي:
ومدامة أغنت عن المصباح ... يلقى المساءَ إناؤها بصباح
لطفت مسالكها وخُصَّ محلها ... فكأنها اشتقت من الأرواح
بكرٌ تردُّ على الكبير شبابه ... فتراه بين صبابةٍ ومراح
من قهوةٍ تهب المكارم للفتى ... فتراه بين شجاعةٍ وسماحِ
وتعير نكهتها النديمَ لأية حالةٍ ... يدعونها في الشرب باسم الرَّاحِ
ألريحها أو روحها تحت الحشا ... أم لارتياح نديمها المرتاح
وأنار منها الماء لما صُفِّقَت ... نارًا بنور طوالِع الأقداح
1 / 127