وروى شيبان، عن أبى إسحاق الهمدانى، عن أبى قرة الكندى قال: سمعت سلمان
الفارسى يذكر قدومه على النبى ﷺ مكة.
وهذا منكر، إنما قدم سلمان المدينة قبل مقدم رسول الله ﷺ للهجرة، وكان أول مشاهدة الخندق، حدث بذلك محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة (١).
وروى يعقوب بن عبد الله، عن جعفر بن أبى المغيرة (٢)، عن سعيد بن جبير: أن رسول الله ﷺ خطب خديجة رضوان الله عليها، فوعدته، فانطلق رسول الله ﷺ ومعه على بن أبى طالب وهو يومئذ غلام. وعلى رضوان الله عليه يومئذ لم يولد.
الثورى: عن إسماعيل بن أبى خالد، عن الشعبى، ومنصور، عن أشعث، عن الشعبى قال: قرن إسرافيل برسول الله ﷺ ثلاث سنين [٢/ ب] يسمع حسه ولا يرى شخصه.
والمسلمون مجمعون على أن الذى كان ينزل على رسول الله ﷺ جبريل ﵇. قال الواقدى: وقد أنكر ما قال الشعبى: عبد الله بن أبى بكر بن حزم، وعاصم ابن عمر بن قتادة.
وجاءت الرواية المشهورة: أن خديجة أسلمت فى اليوم الذى أوحى فيه إلى رسول الله ﷺ، فأراه جبريل ﵇ الوضوء، فتوضأ وصلى، ورجع إلى خديجة وأخبرها فقالت: اذهب بى إلى المكان الذى أتاك فيه جبريل، فافعل بى مثله، فأراها ففعلت مثل ما عمله جبريل صلى الله عليهما.
معمر وغيره: عن الزهرى، أن خديجة إنما كانت استأجرت النبى ﷺ ورجلًا آخرًا من قريش إلى سوق خناسة بتهامة، وكان الذى زوجها رسول الله ﷺ أبوها خويلد.
قال: وهذا غلط، والصحيح أن عمها زوجها من رسول الله ﷺ.
وروى ذلك ابن أبى خيثمة، عن داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس أن عمها عمرو بن أسد زوجها رسول الله ﷺ، وأن أباها مات قبل الفجار. قال: والمجتمع عليه أن رسول الله ﷺ لم يأت سوق خناسة قط، وإنما خرج فى عير خديجة إلى الشام.