يا أيها البطل الكرام جدوده
يا أشرف الأبوين أنت مجيري
فوالذي أعطيتمو من أجله
هذا وحقك منيتي وسروري
ثم إن المياسة قالت: ارحم الجارية باكية العين. فقال لها أمير المؤمنين: ارجعي إلى خدرك فليس عليه بعد شيء، ولكن أريد منه أن يقول معي كلمة خفيفة باللسان ثقيلة بالميزان، وهي شهادة «أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأن عليا بالحق ولي الله».
وقولي أنت كذلك ولكم النجاة في الدنيا والآخرة. فعند ذلك قالت المياسة: مد يدك يا أمير المؤمنين فأنا «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأنك علي بالحق ولي الله».
قال الراوي: وأسلم المقداد أيضا، ثم إن الإمام علي علمهم فرائض الصوم والصلاة والحج والزكاة. وقال: يا مقداد، وإذا وقعت في شدة أو أصابتك مصيبة فادع بهذا الدعاء وقل: يا غياث المستغيثين ويا هادي المضلين ويا رب العالمين، فرج عني وعن المكروبين، أسألك أن تخلصني من القوم الكافرين وأن تدركني بعلي أمير المؤمنين، فإذا قلت ذلك تجدني عندك أقرب من حبل الوريد، ثم إن الإمام سيطلب أرض يثرب وقد أتى من مكة.
قال البكري: ولم يزل المقداد سائرا حتى قرب من أهله ودياره، وقد نزل قريبا من حيهم وقد أمر العبيد أن ينصبوا الخيام.
قال: وكان المقداد قد أخذ من كسرى خيمة من الإبرسيم الخالص وكانت الخيمة قيمتها ألف دينار.
وقال: وبات المقداد والمياسة تلك الليلة بمسرة وحديث وطرب ولعب إلى أن أضاء الصباح وأشرق بنوره ولاح، وصلى الله على محمد سيد الملاح، فأمر المقداد أن يحملوا الأحمال على الجمال وسار طالبا أهله ودياره.
Página desconocida