Historia de la Literatura en el Mundo (Parte Primera)
قصة الأدب في العالم (الجزء الأول)
Géneros
وتفرغ من نشيد الأناشيد فإذا بك عند سفر «أشعيا»،
22
وهو من الأنبياء الذين امتزج إيمانهم بروح التشاؤم. وإن الأنبياء لينطقون بأبلغ درجات البلاغة حين يقفون موقف الرثاء والبكاء لإثم الإنسان وخطيئته، يتوعدونه على لسان الله عذابا أليما، ويدعونه للعودة إلى الدين الصحيح، ويكون لقولهم من الأثر فوق ما للشعر الجميل فيما يأتون به من قول بليغ، وروح نبيل.
جاء أشعيا لليهود نذيرا وبشيرا؛ فهو يتوعد أصحاب السوء عذابا أليما، ولكنه يعلن قدرة «يهواه»
23
على تخليص أورشليم، ثم يتنبأ آخر الأمر بقدوم المسيح هاديا ومخلصا. ولما كانت تجتمع في أشعيا القسوة على أصحاب الضلال، والأمل في مستقبل شعبه، جاءت رسالته مزيجا متباينا من العواطف. حتى ظن بعض النقاد أن هذا التباين الظاهر ينفي أن يكون مصدرها رجلا واحدا، ولكنا لا ندري لماذا يستبعد هؤلاء النقاد أن يقف النبي والمصلح والشاعر مواقف تختلف باختلاف مظاهر أممهم ومشاعرهم، فيؤدون لكل موقف رسالته. •••
ويتلو أشعيا سفر «أرميا»
24
الذي يصف عهد اليهود المظلم، وكان ذلك قبيل سبيهم، وإنك لتلمس تشاؤم أرميا في سفره، وفي «مراثي أرميا» التي لا يكتفي فيها بالعويل والبكاء على ما حل باليهود من كوارث، تراه ثائرا على الدولة التي دب فيها الفساد، وعلى ديانة الدولة التي أصبحت صورة لا حياة فيها ولا روح. •••
ثم يتلوه في الأسفار سفر «حزقيال»
Página desconocida