El Discurso Beneficioso sobre las Pruebas de la Ijtihad y la Taqlid

Ash-Shawkani d. 1250 AH
77

El Discurso Beneficioso sobre las Pruebas de la Ijtihad y la Taqlid

القول المفيد في أدلة الاجتهاد والتقليد

Investigador

عبد الرحمن عبد الخالق

Editorial

دار القلم

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٣٩٦

Ubicación del editor

الكويت

فَنَقُول هَذَا الَّذِي أخْبرك هَل هُوَ مقلد أَو مُجْتَهد فَإِن قلت هُوَ مقلد فَمن أَيْن للمقلد هَذِه الْمعرفَة وَهُوَ مقرّ على نَفسه بِمَا أَقرَرت بِهِ على نَفسك من الْجَهْل وَإِن قلت أخْبرك بذلك رجل مُجْتَهد فَنَقُول لَك من أَيْن عرفت أَنه مُجْتَهد وَأَنت مقرّ على نَفسك بِالْجَهْلِ ثمَّ نعود عَلَيْك بالسؤال الأول إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ ثمَّ نقُول للمقلد من أَيْن عرفت أَن الْحق بيد الإِمَام الَّذِي قلدته وَأَنت تعلم أَن غَيره من الْعلمَاء قد خَالفه فِي كل مَسْأَلَة من مسَائِل الْخلاف إِن قلت عرفت ذَلِك تقليدا فَمن أَيْن للمقلد معرفَة الْحق والمحقين وَهُوَ مقرّ على نَفسه بِأَنَّهُ لَا يُطَالب بِالْحجَّةِ وَلَا يَعْقِلهَا إِذا جَاءَتْهُ فمالك يَا مِسْكين وَالْكذب على نَفسك بِمَا يشْهد عَلَيْك بِبُطْلَانِهِ لسَانك بل يشْهد عَلَيْك كل مقلد ومجتهد بِخِلَاف دعوتك وَإِن قلت عرفت ذَلِك بِالِاجْتِهَادِ فلست حِينَئِذٍ مُقَلدًا وَلَا من أهل التَّقْلِيد بل التَّقْلِيد عَلَيْك حرَام فمالك تغمط نعْمَة الله عَلَيْك وتنكرها وَالله يَقُول ﴿وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث﴾ وَرَسُول الله ﷺ يَقُول إِن الله يحب أَن يرى أثر نعْمَته على عَبده وَأثر نعْمَة الْعلم أَن يعْمل الْعَالم بِعِلْمِهِ وَيَأْخُذ مَا تعبده الله بِهِ من الْجِهَة الَّتِي أمره الله بِالْأَخْذِ مِنْهَا فِي مُحكم كِتَابه وعَلى لِسَان رَسُوله ﷺ وَتلك الْجِهَة هِيَ الْكتاب وَالسّنة كَمَا تقدم سرد أَدِلَّة ذَلِك وَهُوَ أَمر مُتَّفق عَلَيْهِ لَا خلاف فِيهِ وعَلى كل حَال فَأَنت بتقليدك مَعَ كونك قاصرا عَمَّن عمل فِي دين الله بِغَيْر بَصِيرَة وَترك مَا لاشك فِيهِ إِلَى مَا فِيهِ الشَّك وتستبدل

1 / 93