تقديم بقلم عبدالله بن حمود درهم العزي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، الذي من علينا برسوله الكريم ونبيه العظيم، ليزكينا، ويخرجنا من الظلمات إلى النور، وإلى الطريق المستقيم، وأنعم علينا بأهل بيت نبيه المطهرين، الذين قرنهم بكتابه المبين، واختارهم من بين بريته أجمعين، ليواصلوا نهج نبيه الأمين في الدعوة إلى الهدى والدين، وليحرسوا دينه من تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وصلوات الله، وبركاته على محمد وآله الطاهرين وبعد:
فإن الكلام عن أهل البيت عليهم السلام طويل بطول التاريخ الإسلامي، فلذا يحتاج إلى موسوعات ضخمة، ومجلدات عدة، وكتبة مهرة.
والذي نستطيع إيراده في هذه العجالة، هو التأكيد على وجوب التمسك بهم، والسير على نهجهم، لأن الله تعالى أكد ذلك، وأوكل إليهم قيادة الأمة الإسلامية، بعد وفاة خاتم أنبيائه ورسله.
ولو طبقت الأمة الإسلامية ذلك لكانت من أسعد الأمم؛ دنيا وأخرى، وأرقى الشعوب تقدما وحضارة.
ولكنها تنكرت لهذه الشجرة المباركة تنكرا شديدا، ووصل الأمر بحكام الظلم والجور إلى قتلهم، وسجنهم، وتعذيبهم، ومحاصرة فكرهم على كل الأصعدة، ومطاردة من تمسك بهم، أو سار على نهجهم.
فأصبحت الأمة في ظلام دامس، وتفكك شديد، وضياع رهيب، عم الأرجاء، وتلون الناس تلون الحرباء بلا خوف أو حياء، فظلوا، وسيظلوا، في بؤس، وشقاء، حتى يرجعوا إلى نجوم الأرض، وأمانها، وأس السعادة وأساسها، وبوتقة الوحدة وعمادها، وهم أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله، وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا، حتى يردا علي الحوض.».
Página 11