كما ابتلى الله تعالى أمة محمد بأهل البيت، فأمرهم بطاعتهم، وبالاقتداء بهم، وبالأخذ عنهم، وبعدم التقدم عليهم؛ وبالجملة أمرهم أن ينزلوهم حيث أنزلهم الله تعالى، وأن يجعلوا لهم ما جعله الله تعالى لهم. فمن أطاع وخضع لله تعالى فله الثواب العظيم، والأجر الوفير، والمغفرة، وكان فعله كفعل بني أسرائيل إذ دخلوا باب حطة. والتشبيه بباب حطة له دلالة على أن الأمر يتطلب تواضعا، وخضوعا لله تعالى. وأما من نصب العداوة لأهل البيت حسدا لما جعله الله لهم، وذلك بغمط فضائلهم، أو القدح فيهم، أو بصرف الناس عنهم، أو بسفك دمائهم وانتهاك حرماتهم فهو من أهل السخط، والعذاب، ?أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا?.
هذا وللكلام ذيول طويلة، أهمها معنى اتباع وتقديم أهل البيت، وكيفيته وغير ذلك من التفصيل الذي نتركه لمناسبة أخرى، فليس القصد من هذه المقدمة إلا وضع البحث التالي في إطاره الحقيقي: إنه بحث في فضل وحق من أمرنا الله بالصلاة عليهم كل يوم
Página 10