وبجانب هذه الأمور رأيت من المفيد اختيار هذا الموضوع بحيث إن الدراسات على هذا النمط في هذا العصر نجدها حافزة على الإقبال والتشوف إلى الفقه الإسلامي، في حين تقاصرت الهمم عن دراسة الفقه دراسة مستوعبة واعية فضلا عن حفظ المتون واستحضار الفروع.
و في بداية الطريق لم تتكشف لي معالم الموضوع، فواجهت صعوبات وعقبات في معالجته، ووجدت السير فيه بطيئا وأحيانا شائكا وعسيرا، ولكني ظلت أعمل فكري وأشحذ عزيمتي، وأتابع البحث عنه في مصادره ومظانه، معتمدا على الله - عز وجل -، وراجيا منه التوفيق والسداد، حتى تبلورت أمامي فصوله وبتيسيره سبحانه وتعالى تذللت العراقيل، فتمكنت إلى حذ كبير من لم شتات الموضوع ودراسته.
وقد استهدفت هذه الدراسة جمع ما تفرق في الموضوع والإلمام بجوانبه المتعددة، مع إبراز جهود السابقين في هذا المجال بقدر الإمكان، وكل ذلك اقتضى أن ترتب الرسالة على مقدمة، وقسمين، وخاتمة .
أما المقدمة : فقد تضمنت ثلاثة جوانب: 1 - كلمة تمهيدية حول نشوء التراث الفقهي وعظمته .
2 - أسباب اختيار الموضوع. وقد سلف بيان هذين الجانبين آنفا .
3 - بيان خطة الرسالة والمنهج المتبع في السير عليها، وسوف يتبين ذلك في الصفحات التالية بإيجاز.
(القسم الأول) : يتناول بيان المصطلحات المتعلقية بالموضوع، وتأريخ االقواعد ، ودراسة مؤلفاتها، وفيه ثلاثة فصول: الفصل الأول: في معنى القاعدة، والضابط، والنظرية، والفرق بينها وبين القاعدة الأصولية، وفي بيان المراد من عنوان "الأشباه والنظائر".
وهذا الفصل يتكون من خمسة مباحث: 1 - القاعدة لغة واصطلاحا ومدلول القاعدة الفقهية.
Página 27