Reglas de conducta hacia Dios

al-Wasiti d. 711 AH
159

Reglas de conducta hacia Dios

قواعد في السلوك الى الله تعالى

Géneros

ومعبوده من فوق عرشه، ويعرف نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بمعجزاته، وآياته، وكراماته، وترسخ نبوته في قلبه، ويعمل على اتباع سنته، وتستولي على قلبه عند ذلك عظمة الرب تعالى وهيبته، والحياء منه، والمراقبة لنظره وعلمه، والتفهم لكتابه في أمره ونهيه وزجره، ووعده ووعيده، ويفهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.

فإذا صدق الله في السير والسلوك، انتقل بالتدريج من الدائرة الأولى النفسانية ، التي هي دائرة العادات والشهوات ، إلى هذه الدائرة التي هي موطن الكرامات.

وكلما جاءت هذه الطاقة اتسعت ، فيدخل منها إلى الدائرة الثانية أحيانا، ثم يعود بحكم طبعه إلى الدائرة الأولى؛ لأنها وطنه، ثم يشتاق إلى وطنه من الدائرة الثانية، فإنه صار له فيها مقر - أيضا - .

لكن لا يدوم، فلا يزال كذلك صاعدا إلى المرتبة الثانية، ونازلا من الثانية إلى الأولى بحكم طبعه، حتى يقويه الله تعالى، ويكشف له عن الميدان العريض السمائي ، الذي هو خصوصية المرتبة الثانية ، من العلم بالله، ويصل إلى قلبه منه أنوار من الكتاب العزيز ومن الصفات، فيقوي أنسه ويتوطن فيها، ويجفو المرتبة الأولى ويقلاها إلا ما أبيح له منها ؛ لصلاح جسمه وقلبه.

ويستولي على قلبه المراقبة والحياء من الله تعالى في الخلوات وتتعود جوارحه المسارعة إلى امتثال الأوامر ، والتجافي من الزواجر، فينزل إلى الدائرة الثانية نزولا لا يبرح منه، وكيف يطيب للقلوب الخروج من الأماكن الواسعة الأرجاء ، المنورة الذوات والأسماء ،

Página 181