Reglas de conducta hacia Dios
قواعد في السلوك الى الله تعالى
Géneros
والأماني والاختيارات ، بحكم الجبلة الطبيعية، التي يظهر فيها خصوصية الحيوانية في الإنسان وإن كان ناطقا.
وهذه الدائرة لا يتسع لشرحها مجلدات، وكلها معلومة معروفة عند ذوي العقول؛ من طلب الحطام، وطيب الشراب والطعام والنكاح والمنام، والتكالب على المناصب؛ طلبا للرفعة بين الأنام، كما قال تعالى : (زين للناس حب الشهوت ...) إلى قوله : (وألله عنده حسن المآب).
وخصوصية هذه الدائرة : قلة المبالاة بترك الأوامر، والوثوب على المناهي إذا لم يكن تحصيل الإرب إلا بذلك، والغفلة عن الله تعالى وعن شرائعه، وعن أيامه، وعن ثوابه وعقابه، وإن كان ثم إيمان؛ فإنه يكون في القوة، لا سبيل إلى ظهوره في الفعل بكماله، فالسالك يتعين عليه الوثوب عن هذه الدائرة.
الدائرة الثانية: فأول ما يفتح له من هذه الدائرة الواسعة الأرجاء ، التي هي دائرة النفس والشيطان طاقة إلى دائرة الملك الديان، وهي دائرة القلب والإيمان، فيعرف ربه من فوق عرشه، ومن فوق سبع سماواته، وأنه سميع بصير، قدير عليم ، متكلم ، شاء مريد ، لا تخفى عليه خافية.
أنزل الكتب، وأرسل الرسل، وأحل وحرم، وله يوم عظيم يجمع الأولين والآخرين، فيجازيهم على الحسنات إحسانا، وعلى السيئات بحسب ما تقتضيه المشيئة ؛ إما مغفرة أو عقابا ، فيشعر القلب بذلك، ويتنبه، ويستيقظ، وينهض إلى التوبة النصوح، ويعرف ربه
Página 180