وخرج القوم مما كانوا فيه من الصمت والدهشة حين قال يحيى بن علي: «كذلك أنبأتني النجوم.»
قال أبو بكر القرشي:
11 «اخسأ عليك اللعنة! ولا كانت هذه الساعة التي جلست فيها أسمع ما سمعت وأرى ما رأيت! ورحم الله أبا أحمد الموفق، لقد كان أسد وأعف وأضبط، والله لا يؤتى بنو العباس إلا من قبل نسائهم وبطونهم.»
قال المعتضد، وقد أوشك أن يخرج عن حلمه: «عفا الله عنك يا أبا بكر، فإني لأرجو أن تحمد عاقبة هذا الأمر.»
قال أبو بكر، وهم بالقيام: «وعفا عنك يا أمير المؤمنين.»
قال المعتضد باسما: «فأين تذهب، وإني لأريد أن أجلس إليك ساعة في خلوة؟»
قال أبو بكر، وقد استقر في موضعه، وعاد إليه بعض أمره: «قد جلست.»
وتفرق الجماعة، فلم يبق في مجلس الخليفة إلا شيخه ومؤدب ولده أبو بكر القرشي ابن أبي الدنيا ...
2
قال الخليفة: «فقد أنكرت مني يا أبا بكر بعض ما رأيت، وأنت من أنت حكمة ودربة وأصالة رأي، فكيف بالله يظن بي ولدي علي، وقد رآني أسبقه إلى عروس لعلها كانت بعض أمنيته، وإنه لشاب حدث لم تصقله تجارب الأيام!»
Página desconocida