وعاد فوزي يقول: أمرك.
والتفتت سهير إلى أحمد ، وقالت له: أحمد، أرسل عم دهب لينادي المأذون.
وقام أحمد والدهشة عاقدة لسانه لا تزال، وقال فوزي: ألا نتفق أولا؟
ودق أحمد الجرس، وعاد إلى مقعده، وقالت أمه وهي على هدوئها: سنتفق يا فوزي.
وقال فوزي: ماذا ترين؟
وقالت الأم لابنها: هات دفتر الشيكات من الدور الأعلى يا أحمد.
وقام أحمد، وقبل أن يغادر الحجرة، أقبل عم دهب تلبية لنداء الجرس، فأمره أحمد أن يستأجر سيارة ويحضر بها المأذون فورا، ثم خرج ينفذ أمر أمه، ولم تتكلم سهير، ولم يتكلم فوزي، حتى عاد أحمد ومعه الدفتر، وأخذته منه أمه، وطلبت إليه قلما، وكتبت شيكا وقعته وفصلته عن الدفتر، ثم نظرت إلى فوزي قائلة: هذا هو الشيك، اسمح لي ألا أعطيه لك إلا بعد أن توقع الطلاق.
وقال فوزي مصطنعا الحياء: ألا أعرف الرقم؟
وقالت الأم في حسم: ألف جنيه.
وهم فوزي أن يقول شيئا، ولكنه رأى النظرات الجامدة في عيون أحمد وسهير، وظل ثلاثتهم صامتين، حتى جاء المأذون، وطلب إليه أحمد أن يجري إجراءات الطلاق، وحين حاول المأذون أن يلقي خطبته التقليدية، قطعها عليه أحمد، وطلب إليه أن يمضي في إجراءاته بلا إطالة.
Página desconocida