وصاحت سهير بالخادمة: يا نبوية، هاتي سجادة الصلاة.
ونزل الشابان، وأقامت سهير الصلاة، وبينما هي تصلي دق جرس التليفون وأجابت نبوية فسمعتها سهير وهي تقول: لا يا سعادة الباشا، إنه ليس هنا.
ثم سمعتها تقول: إنها تصلي.
ثم قالت: لا، لن تتأخر.
وتركت السماعة إلى جانب التليفون، وسرعان ما أنهت سهير الصلاة، وانفلتت إلى التليفون ليقول لها وصفي: أين سليمان؟ - خرج. - أنا في البيت، بمجرد مجيئه أخبريه أني منتظره. - هل حصل شيء يا وصفي؟ - لا أبدا، ولكن أريد أن أراه في مسألة تهمه. - طيب.
وبدت هناء صاعدة من السلم، حتى إذا بلغت مجلس أمها رأت على شفتيها مخايل ابتسامة يحيط بها شيء من الفرح، فقالت لأمها: خير، ما هذه الابتسامة؟ - لا، لا شيء، ولكن ابن خالتك حسام كان هنا، وزعل لأنك خرجت وحدك.
فتجهمت هناء قائلة: وما شأنه هو؟ - شأنه؟ إن له شأنا ليس لأحد، إنه يحبك. - وأنا أحبه أيضا، أحبه كما أحب أحمد، لقد ربي معي ولا أستطيع أن أنظر له إلا كأخ.
فقالت الأم في جد: اسمعي يا هناء، مسألة الأخوة هذه عذر فقط!
ثم تنهدت من أعماق ذكرياتها، وقالت: من قال إن القريب لا يحب، هناء، هذا عذر فقط فاذكري لي الحقيقة. - الحقيقة أني غير معجبة به! - لماذا؟ إنه شاب غني متقدم في دروسه. - عقليته يا نينا. - ما لها؟! - عادية، إنسان عادي جدا. - ألا يشفع له غناه؟ - على العكس، أنا أريد إنسانا فقيرا يغنى بعمله واجتهاده ونكبر معا. - هذا هراء يا بنتي، فأنت غنية، وإذا تزوجت فقيرا، فسوف يركن إلى غناك، ولا يسعى للغنى. - يا نينا لا أستطيع أن أفكر فيه كزوج، إنه ابن خالتي مثل أخي تماما. - عدنا إلى هذا، وأنا ألست متزوجة من ابن عمي؟
وترددت هناء هنيهة، ونظرت إلى حيث لا تلتقي عيناها بعيني أمها: وهل أنت سعيدة يا نينا؟
Página desconocida