Diccionario de costumbres, tradiciones y expresiones egipcias
قاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية
Géneros
وكان قصر عابدين في عهد الخديو إسماعيل مملوءا بالجواري البيض، لكل زوجة من زوجاته عدد كبير من هؤلاء الجواري، ولهن ألقاب وأعمال، فطائفة منهن كانت تسمى القلفاوات، ومنهن من وظيفتهن تنظيف البيت أو تدبيره، أو تقديم القهوة عند غياب الخصيان ونحو ذلك، وكانت السراي ترسل إلى إستامبول من يختار هذه الجواري.
وفي آخر عهد إسماعيل وزعت الجواري التي في السراي على كبار الموظفين والأغنياء، وكان الخديو يمنح كل جارية تتزوج مقدارا من المال تتجهز به في حدود خمسمائة جنيه ذهبا، وبعض النسل من البيوتات الكبيرة اليوم من هؤلاء الجواري، وفيهن في الغالب العنجهية التركية والأرستقراطية التي عهدناها.
وكانت هذه الجواري الشركسيات مستبدات بأزواجهن، لا يرضين حتى يخضعنهم لأوامرهن، وقد حدثت حوادث طلاق من هذا القبيل بسبب استبدادهن، وكل أزواجهن يلاقون عذابا شديدا بسبب طلاقهن، وأعرف حادثة غريبة في هذا الباب، وهي أن شابا جميلا منح مرأة شركسية من هذا القبيل، وكان يحضرها في العادة إلى بيت الزوج مال من أغوات السراي، فلما كشف عن وجهها وجدها عجوزا شمطاء شوهاء مسلولة، فخطر له في الحال خاطر غريب، وقبل يدها بدل أن يقبلها، وجلس أمامها باحترام، فاندهشت وسألته عن السبب، فقال: إن أبي كان تركيا، وقد وصف لي عمة تركية وصفا دقيقا ينطبق عليك، ولذلك أحترمك كعمتي، فقالت: إنه ليس لها أخ، ولكنه أصر، وما زالت تكذب هذا الخبر وهو يصر حتى يئست منه ودعت الأغا فأخذها وذهب بها إلى السراي، فغضب الخديو واستدعاه وما زال يلح عليه في قوله الحقيقة حتى قالها، فضحك الخديو وأعجب بذكائه، واختار له جارية أخرى شابة من شباب القصر جميلة.
وكان في القاهرة أسواق كثيرة لبيع الرقيق بنوعيه، من أشهرها دار قريبة من باب الخلق يشرف على كل بيت منها نخاس وله مساعدون؛ والمشتري للجارية له الحق في تقليبها كما يشاء، حتى في كشف عورة الأنثى، وبعضهم كانوا يضعون الجارية في طشت مملوء ماء ليعلموا إن كان جسمها يمتص الماء أم لا، ولكن والحق يقال كانت معاملة الملاك للرقيق معاملة حسنة، فكانوا يعتبرون كأحد أفراد البيت، وهن من جانبهن كن يخلصن لأسيادهن، ولكن لا ننسى أنهن كن أحيانا سببا لشقاء البيت، فقد كان مباحا للرجل طبقا للشريعة الإسلامية أن يتصل بجاريته، وكان هذا مثارا للزوجة الحرة، وكثيرا ما ينسل من الحرة ومن الجواري فيكون العداء بين الأولاد، وبذلك يكون البيت شعلة من نار.
وأخيرا أبطل الإنجليز عادة الاسترقاق وحرروا العبيد، والإماء وقاوموا الرق بعنف، حتى إنهم انتقموا من شريف باشا انتقاما شديدا، وقادوه إلى المحاكمة بسبب شرائه لبعض الجواري بعد صدور القانون بإلغاء الرقيق، وأهانوه إهانات كبيرة ظاهرها أنهم يحافظون على الحرية، وباطنها أنهم يشفون غليلهم من موقفه السياسي الذي كان يناهض به سياسة رياض باشا، فقد كان رياض باشا يتهم بممالأة الإنجليز، أما شريف باشا فكان لا يمالئهم ويطالب بالدستور ونحو ذلك.
فكانت هذه الحادثة فرصة للانتقام منه ... ومع هذا فقد خوفت كبار المصريين ومتوسطيهم من امتلاك الرقيق.
ويسمي المصريون تجار البيض «الياسرجي» وتجار السود «الجلابين»؛ وفي بعض الأحيان كان الياسرجي هذا يعمل عمل القوادين، فيختار أجمل الفتيات لفاسدي الأخلاق من الأغنياء، ويرسلهن إليهم بدعوى أنهم يرونهن ليشتروهن، وبعد أيام يردونهن بدعوى أنهن لم يعجبن، ويقوم بهذا العمل في العصور الحديثة بعض المخدمين.
الرك:
يقولون في كلامهم «الرك على الدواق»؛ أي إن ما أنادي عليه حلو، فإذا شككت في حلاوته كان الحكم بيننا الذوق، وأكثر ما يستعمل في النداء على الجميز، ويقولون: «الرك في هذه المسألة على فلان»؛ أي إن فلانا فيها ذو أهمية كبرى فهو الذي يستطيع أن ينجحها أو يفشلها ... ولا نعرف أصلها اللغوي، ويقولون: «حطيت ركي عليه»؛ أي وضعت كل أمنيتي فيه، و«فلان عليه الرك»؛ أي واقعة عليه المسئولية!!
ركبها ميت عفريت:
Página desconocida