فإن رأى أن به نجاسة، كانت عنده وديعة، أو أمانة، أو شهادة، أو دين عليه، أو غير ذلك مما إذا لم يردها كان إثما. فإن غسل تلك النجاسة فإنه يخرج من ذلك الإثم ويؤدي أمانته .
فإن لم يتوضأ ولكنه استنجى وغسل النجاسة، فإنه يخرج من إثم ويبقى الدين عليه، ويسعى في قضاء حاجته وأداء دينه وأمانته أو رد وديعة، ويكون الدين والأمانة عنده باقيين من غير إثم.
فإن رأى أنه صلى بغير وضوء وكان تاجرا، فإنها تجارة ليس لها رأس مال. وإن كان صانعا فليس له مأوى. وإن كان صاحب ولاية فليس لها جند.
فإن صلى بغير وضوء في موضع لا يجوز الصلاة فيه، كالمزبلة، فإنه متحير في أمر فلا يزال عنه، وهو يطلبه ولا يقدر عليه.
الباب السابع
في علاوته من الرؤيا المجربة
رأى أبو أيوب الثقفي في المنام كأنه توضأ في نهر جار، وفيه ما ليس يشبه ماء الدنيا عذوبة وطيبا وصفاء وراحة. وكأنه توضأ وضوءا تامآ، وأراد أن يخرج من ذلك النهر فلم يستطع؛ فجاءه شيخ وأخذه بعضده وأخرجه منه، ثم عانقه وقبله وقال له : أبشر، فقد صرت معبرا فعبره ولا تبالي، فاستيقظ وصار أحد المعبرين.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه عذاب القبر فجاءه وضوءه فأنقذه من ذلك.
Página 299