القضاء ببلده نيابة ثم استقلالًا، وكان حافظًا للمسائل، وعليه كان يدور الفتيا بقطره. وكان يستحضر كتابَي الموطّأ والمدوّنة، وقد جرت بينه وبين ابن العربي، عند اجتيازه على مالقة، مناظرات في ضروب من العلوم ولا سيما فيما يرجع إلى رواية أشهب ونظرائه مات سنة (٤٩٩ هـ) (١).
٧ - أبو عبد الله محمَّد بن موسى بن عمّار الكلاعي: من أهل العلم والفهم ورحل فلقي بقية مشيخة القيروان السّيوري وطبقته، وأخذ الكلام والأصول هناك عن أبي عمر بن سراج أبي سراج وأبي عبد الله الصَّيْرفي وأبي القاسم الدّياجي. وأخذ بصقلية عن شيوخها أبي محمَّد عبد الحق وأبي العباس الخرّاز. ولقي شيوخ مصر ومن كان بمكة، وغلب عليه التوحيد والكلام فيه. وكان حسن العبارة جيِّد القريحة (٢)، قال ابن الأبّار: سمع منه ابن العربي في رحلته إلى المشرق سنة (٤٨٥ هـ) (٣).
٨ - مكي بن عبد السلام أبو القاسم بن الرّميلي المَقْدسي الحافظ: أحد من استشهد بالقدس. رحل وجمع وعنى بهذا الشأن، وكان ثقة متحرِّيًا. روى عن محمَّد بن يحيى بن سلوان المازني وأبي عثمان بن وَرَقاء وعبد الصمد بن المأمون وطبقتهم. مات سنة (٤٩٢ هـ) (٤).
قال ابن النجّار: مكّي من الحفّاظ، رحل وحصّل وكان مفتيًا في مذهب الشافعي سمع ابن سلوان، وكانت الفتوى تجيئه من مصر ومن الساحل ودمشق (٥).
٩ - أبو منصور محمَّد بن محمَّد بن الصَّبَّاغ: ذكره في العارضة: انظر [العارضة: ٣/ ٢٠٧]. قال السبكي. هو أبو منصور بن الصباغ البغدادي، ابن أخي الشيخ أبي نصر وزوج ابنته. إمام عالم جليل القدر تفقَّه على القاضي أبي الطيب وعلى عمه الشيخ أبي نصر، صروى الحديث عن القاضي أبي الطَّيِّب، والحسن بن علي الجوهري، وأبي يعلي بن الفَرّاء، وأبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن اليُسْرَى. روى عنه محمَّد بن طاهر المقدسي. قال ابن النجار. كان فقيهًا فاضلًا حافظًا للمذهب.
_________
(١) المرقة العليا: ص ١٠٧ - ١٠٨، الصلة ٣٢٩.
(٢) ترتيب المدارك: ٤/ ٨٢٦ - ٨٢٧.
(٣) التكملة: ٤٠٣.
(٤) العبر: ٢/ ٣٦٦ - ٣٦٧، شذرات الذهب: ٣/ ٣٩٨، مرآة الجنان: ٣/ ١٥٥.
(٥) تذكرة الحفّاظ: ١٢٢٩، طبقات الشافعية ٥/ ٣٣٢.
1 / 48