أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -
أصول مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية - عرض ونقد -
Número de edición
الأولى
Año de publicación
١٤١٤ هـ
Géneros
الثاني: أنهم لما أنكروا الأدلة الثلاثة بما فيها القرآن الكريم وخصوا الدليل بالواحد منها، أعني الأخبار فلذلك سموا بالاسم المذكور" (١) .
فهم هنا استجابوا لأساطيرهم التي تقول بنقص القرآن فأعرضوا عن كتاب الله في مقام الاحتجاج، واعتمدوا على تلك الأساطير، فهم بهذا أخرجوا أنفسهم عن دائرة الإسلام، ومع ذلك فإن جملة من شيوخ الشيعة تدعي مع هذا الكفر البواح الذي أعلنته طائفة الأخبارية أن الخلاف بين الأصولين والأخبارين "يتقصر على بعض الوجوه البسيطة ككل خلاف يحدث بين أبناء الطائفة الواحدة تبعًا لاختلاف الرأي والنظر" (٢) .
وقال صاحب "الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة": "إني بحسب تتبعي وفحصي كتب الأصوليين والأخباريين لم أجد فرقًا بين هاتين الطائفتين إلا في بعض الأمور الجزئية التي لا توجب تشنيعًا ولا قدحًا" (٣) .
فهل هم إذن وجهان لعملة واحدة؟!
ولقد حاول بعض الشيعة المعاصرين أن يخفف من وقع الكلمة السابقة حول عملهم بالأخبار وردهم للقرآن، فقال: "كيف ينكر الأخباريون وهم المسلمين دليلية الكتاب" (٤)، ثم التمس لذلك مخرجًا بما ذكره شيخهم الاستراباذي من "أن القرآن ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية" (٥) . فلا يجوز فهمه والعمل به إلا بمقتضى أخبارهم (٦) . فكأن نهاية القولين واحدة، لأن أخبارهم قد حرفت معاني القرآن، وصرفتها عن مدلولها - كما سيأتي - ولا سيما وهذه الطائفة
(١) القلائد على الفرائد، حاشية على رسائل الشيخ الأنصاري، مبحث حجة القطع. انظر: التقليد في الشريعة الإسلامية: ص ٩٣ (٢) التقليد: ص ٩٢، وانظر: البحراني/ الحدائق ١/١٦٩-١٧٠ (٣) فرج العمران/ الأصوليون والأخباريون فرقة واحدة ص: ٢-٣ (٤) عز الدين/ التقليد: ص ٩٣ (٥) الفوائد المدنية: ص٤٧-٤٨، التقليد ص ٩٤، الحدائق: ١/١٦٩ (٦) الفوائد المدنية: ص٤٧-٤٨، التقليد ص ٩٤، الحدائق: ١/١٦٩
1 / 117