Origen, desarrollo y madurez de la lengua árabe
نشوء اللغة العربية ونموها واكتهالها
Géneros
وجم الماء: تركه يجتمع.
وجم المكيال: ملأه إلى رأسه طفافا.
وأما فروع هذا الأصل فشيء كثار، ولا بد من مراجعة الأمهات للوقوف عليها.
وقد سردنا هنا ثلاثة شواهد من أصول اللغوي الفرنسوي «بابي»، وفي مكنتنا أن نتوسع في هذا البحث توسعا، لا يقوم به حق قيامه إلا سفر ضخم، ويظهر ظهورا بارزا أن أصول الهلنية والأصول المضرية متفقة، وهو أمر غريب، ولسوء الحظ لم ينبه عليه أحد؛ لذهاب أغلب أرباب اللغة أن لا مناسبة بين لغتنا ولغتهم، وهو قول فائل ينجلي فساده من أول تبصر لهذا البحث.
أوزان العربية وصيغها
نريد بأوزان العربية أو موازينها أبواب الأفعال من ثلاثية ومزيد فيها، ونريد بصيغها: أوزان الأسماء، من مشتقة وغير مشتقة، وميزنا بين اللفظين والمعنيين، أمنا للبس، وإلا فلا فرق بينهما، ولهذا لم نقيد نفسنا بهما كل التقييد، بل تساهلنا فيهما أحيانا.
فأما أوزان العربية فمن أبدع ما ورد فيها، وهي من الغنى بحيث يجد فيها الباحث ما يجزأه عن النحت والتركيب وتكثير الألفاظ والشروح، حتى إنك لا تجد ما يضارعها في سائر الألسنة، ولو كانت سامية الأصل، نعم، إنك ترى في العبرية والإرمية شيئا يشبه هذه الأوزان، لكنك لا تجدها كلها، بل بعضا منها، وهي دون العربية عددا، فالعربية سبقت أخواتها كلهن، وبزتهن بزا! ولكل وزن من تلك الأوزان مزية خاصة به؛ وربما اجتمعت فيه عدة مزايا، وربما أيضا اشتركت مزايا هذا الوزن مع مزايا الوزن الآخر.
خذ مثلا الوزن «فاعل» ففيه من المزايا ما يدهشك: (1)
فتأتي «فاعلت للمشاركة» تقول: شاركته، وقاتلته، ودارسته، وقاومته، وجاورته، وقاولته. (2)
وتأتي فاعلت بمعنى فعلت وأفعلت. تقول: قاتلهم الله؛ أي قتلهم الله، وعافاك الله أي أعفاك، وعاقبت فلانا، وداينت الرجل أي أدنته، وشارفت بمعنى أشرفت، وباعدته بمعنى أبعدته، وجاوزته بمعنى جزته، وعاليت رحلي على الناقة أي أعليته. (3)
Página desconocida