Luz y Mariposa
النور والفراشة: رؤية جوته للإسلام وللأدبين العربي والفارسي مع النص الكامل للديوان الشرقي
Géneros
لكي تنعموا بزينتها
وتنظروا دائما إلى السماء.
كل هذه القصائد تردد صوتا واحدا، ألا وهو التسليم بالقدر الذي رسمته مشيئة الله. ولو أردنا أن نتتبع هذا الصوت في ثنايا الديوان لطال بنا القول، ويكفي أن نشير إلى هذه الأبيات من كتاب الأمثال:
رب الخلق قد دبر كل شيء
تحدد نصيبك، فاتبع السبيل،
بدأ الطريق، فأتم الرحلة.
أو إلى هذا البيت من كتاب التفكير على لسان جلال الدين الرومي:
إن أقمت في العالم فر كالحلم،
وإن رحلت حدد القدر طريقك.
فمشيئة الله هي التي تحدد طريقنا وترسم حياتنا، ولولا إيمان جوته بوجود قدرة عالية مدبرة للكون ولمصير الإنسان فيه، ولولا أنه وجد في العقيدة الإسلامية ما زاد من اطمئنانه إلى هذا الإيمان وقواه في نفسه، لما كان من الممكن أن تشيع هذه الروح السمحة التقية في قصائد الديوان الشرقي، ولا أن يسري فيها سمو التدين حتى حين يلجأ للمرح والدعابة الصافية. ويبدو أن الشاعر قد آمن أيضا بأنه ليس من سبيل للإنسان أمام المشيئة الإلهية إلا التسليم بالقدر والاطمئنان لما يصيبه على يديه، والتذرع بالتسامح في الفعل والقول والشعور. ولعل أروع ما قاله في هذا الموضوع هو الأبيات التي جاءت في كتاب الحكمة (والترجمة للشاعر الكبير المرحوم الأستاذ عبد الرحمن صدقي):
Página desconocida