ابن عباس ومجاهد والربيع.
وقرأ ابن عباس فيما حدثني أبو محمد مكي بن أبي طالب المقرئ (وهو ما يعلم تأويلة إلا الله ويقول الراسخون في العلم يقولون آمنا به) .
وهذه القراءة بعيدة من وجهين:
أحدهما مخالفة المصحف، والثاني: تكرار اللفظ؛ لأن اللفظ الثاني يغني عن الأول. وموضع: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ على هذا القول نصب على الحال.
ومثله قول الشاعر:
الريح تبكي شجوة والـ برق يلمع في غمامه.
وعلى الوجه الأول يكون موضع: ﴿يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ﴾ رفعًا؛ لأنه خبر المبتدأ، وقوله: ﴿مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ﴾ في موضع نصب على الحال من الكتاب، أي: أنزله وهذه حاله.
* * *
قوله تعالى: ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [آل عمران: ٢٧]
الإيلاج: الإدخال، والولوج: الدخول.
ومما يسأل عنه هاهنا: أن يقال: ما معنى ﴿تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ﴾؟
فالجواب: أن المعنى يجعل ما نقص من أحدهما زيادة في الآخرة، وهذا قول ابن عباس